Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

من الذكريات

د.فايل المطاعني

د.فايل المطاعني

الذكريات صندوق مقفل، مليئ بالأحزان والافراح .

       جعلان حضارة

 بعد ثبوت هلال شوال و إطلالة العيد السعيد ،قررت أن أرجع إلى الماضي فذهبت في زيارة إلى شرقية عمان وتحديدا ولاية جعلان بني بوحسن .

تقابلك جعلان بني بو حسن بوجهها الباسم المرحب بالضيوف… و شواهد كثيرة على حضارة تلك الديار ، فبعد دخولك مباشرة إلى الولاية تجد الطريق العام مرصوف وبشكل جميل، وهناك شارع فرعي يؤدي بك إلى قرية أو بلدة المنجرد إحدى قري جعلان بني بوحسن ، تلك البلدة حباها الله بالون الأخضر ،و الشارع رغم أنه فرعي ولكن مرصوف بشكل جيد نسبيا . وما هي إلا دقائق معدودة وتشاهد أثار لماضي عريق وبالتأكيد حاضر مشرق لولاية جعلان ممثلا ببرج دفاعي ، يطلق عليه برج الصفرة . وأظن في تلك الفترة كان من أهم معالم الولاية الدفاعية وبعد ذلك تشاهد البيوت تحيط بها البساتين الخضراء إحاطة السوار بالمعصم ،بيوتا حديثة متداخلة مع البيوت التراثية القديمة ،مما يشكل تناغم جميل للحياة التي كان يعيشها الإنسان العماني قديما ،فلا زالت البيوت القديمة متواجدة ولكن بثوب حضاري قشيب زاهي ، وبعد ذلك وعلى ربوة مرتفعة قليلا تري بيت الشيخ عبدالله بن حميد المطاعني رحمة الله عليه القديم يقابله بيت ابنه الشيخ خالد بن عبدالله المطاعني المبني جميل وأنيق من الخارج والداخل ،حيث تدخل الى السبلة، والسبلة عبارة عن مبنى خارجي منفصل عن باقي مباني المنزل والهدف من البناء هو إستقبال الضيوف وتقديم لهم واجب الضيافة . وبعد أن جلست لدقائق أنتظر وصول الشيخ خالد بن عبدالله حدقت بتلك السبلة الجميلة الواسعة ، وتلك النقوش المستوحاة من التراث العماني .

اخذتني الذكريات الى الماضي ،

عندما كنا أطفال ،فقد اعتاد والدي أن يأتي إلى جعلان بني بوحسن للسلام على عائلته وأصدقائه، وكنا نأتي أيام الصيف ،الكل يعلم أن الحرارة في محافظة البريمي، مرتفعة جدا في تلك الفترة كنا نذهب إلى شرقية عمان لأنها أبرد نسبيا.

تمر ذكريات الطفولة ، ومن تلك الذكريات ، كنا نجتمع خارج منزلنا المتواضع مع أطفال حارة المنجرد، نلعب ألعابنا الشعبية ، وفي المساء كنا نجتمع على ضوء الفنر ★ أهل جعلان يطلقون عليه أسم سراج ، وإذا كانت الليلة قمرية كنا نطفئ الفنر ونكتفي بضوء القمر ،وطبعا لأنني كنت صغيرا جدا ،لم يكن يسمح لي بأن اللعب مع الأطفال الكبار لذلك كنت أكتفي بحكايات جدتي الحبيبة ، فأحببت تلك الحكايات ،وأصبحت بعد ذلك حكواتيا.

لقد عدت بذكرياتي إلى زمن قد مضي ، فذلك الشارع الذي يربط حارة المنجرد أو بلدة المنجرد بالمناطق الأخري من الولاية كان قديما يستخدم كسباق للخيل في المناسبات المختلفة، وأيضا في أوقات ما قبل الأعياد كانت الهبطة والهبطة عادة عمانية ضاربة في القدم ، فهي عبارة عن سوق صغير تشتري الأسرة لوازم العيد ، من ملبس وأشياء اخري ،طبعا أن أتحدث عن ثلاثون عام من الآن ، حيث الهبطة كانت المتنفس الوحيد وسوق رائج .أما الآن فلا زالت الهبطة تلعب نفس الدور الجميل الذي كانت تلعبه زمان عندما كنا أطفالا.

خلف بيت الشيخ عبدالله القديم هناك بيت المعلم صالح ،ذلك الرجل الطيب الذي كان يدرس ويحفظ الأطفال القرأن الكريم ،وهناك اثار قلعة قد اندثرت، تقع خلف بيت الشيخ عبدالله بن حميد القديم ، وذهبت أروى ظمأ الذكريات برؤية بيت والدي ،الذي أصبح أثر بعد عين ،فقط أرض وبعض الذكريات لا زالت عالقة في الأذهان ، لا شعوريا ذهبت التمس دكان الحارة أو مثلما كنا نسميه ونحن صغار ( دكان الصائغ )

فوجدت آثاره باقية ولكن كالعادة رحل الرجل وبقية أثار الدكان لا زالت قائمة.

يا إلهي إنني أسبح في بحر الذكريات ، مزارع جعلان لها نصيب من الذكريات،كنا في الصباح الباكر نذهب إلى مزارع البلدة نقطف المانجو أو بالأحرى نرمي شجرة المانجو بالحصى فلما تسقط حبة المانجو ، نذهب لنأخذها ،وبراءة الأطفال في أعيننا.

طبعا في أيام الصيف ،تزدحم بالضيوف أمثالنا ،فالكل يعجبه مناخ جعلان الجميل ،يأتوا من كل حدب وصوب للاستمتاع بذلك الجو الاستثنائي .

الوالدة كانت تنصح بعدم الذهاب إلى ( خبة الموت ) أهل جعلان يطلقون على الحفرة أسم خبة ، ولأننا صغار ،كنا نحب استكشاف كل شي ممنوع علينا ،فكنا نذهب الى ذلك المكان المسمى خبة الموت أسم مرعب ولكن المكان جميل ،تحيط به أشجار المانجو والليمون ،وسبب تلك التسمية المرعبة أن سكان البلدة يغسلون الموتي هناك ، ولكن الأصل هو مسبح للنساء والرجال ،تحاكي المسابح الدمشقية ،وإن كان تختلف عنها في التصميم ،هنا كل شي مستوحى من البيئة العمانية ، مرة ونحن في خبة الموت جاء رجل قصير و لحيته قصيرة و صوته فيه بحه غريبة ، فركض أصدقائي الأطفال رعبا منه ،إلا أنا واستغرب الرجل لماذا لم أهرب مثل باقي أقراني ؟

وقفت أتأمل وجهه،لقد كان يشبه العم پيتالس ذلك العم الطيب ورفيق الفتاة ريمي ،التي كانت تبحث عن عائلتها في المسلسل الكرتوني الشهير ريمي ،وأخذ الرجل يربت على شعري في تلك الفترة كنت خنفس ★ ورحل الرجل وفجأة سمعت صوت أمي ، وهي تصرخ تنادي باسمي ،وعندما وجدتني حضنتني بشدة وأيضا صفعتني بشدة وقالت :ألا تعلم أن ذلك الرجل ساحر ،فقلت لها وأنا ابتسم :يا أمي لم أرى ساحر لقد رأيت العم پيتالس، أنا أعرف أن السحرة لديهم مكانس يطيرون بها ،وذلك الرجل كان يمشي على رجله ،وأيضا يقول شعرآ

الذكريات كثيرة والرحلة لازالت في أولها.

و لنا فى الذكريات حياة

…..يتبع

شروح الكلمات

السبلة : صالة كبيرة لاستقبال الضيوف

الهبطة: سوق مصغر يقام قبل أيام العيد بأيام قليلة .

خنفس: دلالة على فرقة البيتلز البريطانية (الخنافس)

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى