جداريةُ السَّهرِ العتيق


علي وهبي دهيني
ليتَ الغَفَا من جَفنِ طِفْلٍ يُشترى
لمَلأتُ أصدافَ العيونِ من الكرى
فالليلُ لا يكفي لِصفنةِ شاعرٍ
غَامَ الظلامُ بمقلتيهِ وأمطرا
أنا واهبُ الأحزانِ سرَّ بقائِها
عَلَّمتُ دمعيَ أن يكونَ ولا يُرى
أنا هاربٌ منِّي وحُلمِيَ هُدْهُدٌ
يأتي بلا بلقيسَ كي يتفسَّرا
بي لوعةُ العُشَّاقِ .. نَكهةُ صَبْرِهِمْ
والعمرُ عن جسدي الطَّريِّ تقشَّرا
عَبثًا أحاولُ أن أضُمَّ توتُري
فيزيدُني هذا الفراغُ توتُرا
وهنا بخاصرةِ المكانِ كشمعةٍ
أبقى وفي صدري اللُّهاثُ تجمّرا
ووقفتُ أشرحُ للمرايا وحدتي
فرأيتُ حُزنيَ فاستدرتُ إلى الورا
سَهَري يتيمٌ ، حِضنُ تختيَ باردٌ
والصمتُ مثلُ الشوقِ كان مُسيطِرا
ويداكِ كانت كالفراشاتِ التي
تمحو جليدَ الوقتِ كيما أَعْبُرا
وجعي مسائيٌّ وبيتيَ موحِشٌ
والعنكبوتُ تَخيطُ غيمًا أسمرا
وكأنَّ عينَ الدِّفءِ مُسرعةُ الخُطى
وبقلبيَ النبضاتُ تمشي القهقرى
فدعي عليَّ العتمَ يقتلُ نفسَهُ
قَدَرُ الوحيدِ مع الصَّدى أن يَسْهَرا