مرشده فلمبان
ماأكثر الأوراق المنسية التي توارت خلف غبار كثيف وسط زحمة الحياة وعوامل النهضة.. والأحداث المتلاحقة لا يتذكره إلا من عاصر تلك الأزمنة من ماض تولى..
من جهتي أحاول كسر حاجز الزمن وألهث من أجل استنهاضها من أنقاض النسيان..
ما زالت متربعة عرش ذاكرتي..
هي أوراق مطوية مصفرة ذابلة لانعرف محتواها إلابتقليب صفحاتها المتهالكة ورقة.. ورقة.
منذ طفولتي الغضة كنت متابعة لبرامج مازال صداها يرن في مسمعي ويجوب أروقة ذاكرتي النقية
طفلة في السادسة من العمر عشقها السرمدي للبرامج الإخبارية ومتابعة أحداث العالم..
وبالرغم من حداثة السن إلا أنني أقفز بجنون الطفولة حيث المذياع يعلن عن نشرة الأخبار والتعليق عليها بصوت قوي ونبرات جميلة.. صوت محفور في ذاكرتي يدعى ( عبد الله راجح) على ما أظن في برنامج /أكاذيب تكشفها حقائق. على ما أذكر بعد مضي هذه الحقبة من الزمن.. ودائمََا ذاكرة الطفولة أقوى من الزمن.
ثمة ورقة في ذاكرة الوجود تشدني إلى أطياف الزمن الجميل راسخة في ذهني برنامج (في الطريق) تقديم الإعلامي المتألق / بدر أحمد كريم.. ودائمََا ذاكرة الطفولة ترسو عليها مراكب محملة بأوراق تلوح ببرامج تكاد تكون منسية عبر الأجيال. ولكنها راسخة في قلب الزمن.
ومن خلال هذا الموج الهادر من جمال الذكريات.. برنامج لم ولن أنس تفاصيله إن نسيته أحداث العصر.. برنامج مثير للشجن.. مكنون بفرحة اللقاء بين الآباء والأبناء في عالم الغربة تحت مظلة برنامج متميز حينذاك (تحية وسلام) من إبداعات المتألق دومََا الدكتور / بدر كريم قلما يجود الزمان بمثله.
ولا أنسى برنامج يهيم بسماعه المستمع.. وشغوف به (ما يطلبه المستمعون) تقديم الإعلامية المتميزة السيدة شيرين شحاته.
وثمة برنامج يهدف لإسعاد الطفولة في تلك الأزمان.. تقديم الإعلامي والإذاعي المتألق ذو الصوت الشجي (بابا عباس) في اعتقادي /عباس فائق غزاوي.. ما أحلى برنامجه وهو يتغلغل عالم الصغار من إذاعة جدة آنذاك.
ما أكثر البرامج الإذاعية لم تحضرني أسماؤها.
حفظ الله من هو حاضر بيننا.. ورحم من فقدناه ولكن مازالت بصمته خالدة عبر الزمن.
