Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

وكنت من الصابرين

وجنات صالح ولي

وجنات صالح ولي

كنت مقتنعة تماماً بأن كل شيء في بداية حدوثة يكون كبيرًا ومع مرور الأيام والسنين يصغر حجم تأثيره علينا، في حين كان كل شي طبيعي وأنا أرى الموت يختطف الكثيرين من حولي يمر بمن هم أكبر مني أو أصغر مني وكنت أدعو الله أن يختم لي بالصالحات أعمالي ومع ذلك لم يخطر في بالي يوماً ما أن أكون في مكان تلك السيدة التي لاأعرفها ولكن ذهبت مع بعض من الجيران لتقديم مراسم العزاء والمواساة في فقيدها، وقدمت لها خالص عزائي وقلبي يتفطر حزناً على أم فقدت أبنها في سن العشرين وخرجت من هناك وصوت أذان العشاء يملاء الكون ودعوت ربي أن لاأكون في مكانها يوماً ما أو أن يفجع قلبي في أحد من أولادي وأن يثبت قلبها في مصابها ،ولم تمر إلا ثلاثة أيام وكنت أنا مكانها وأختطف الموت قطعة من قلبي فارقتني وأدمت قلبي وروحي،لكن بعد عودته من أول يوم أختبارات في مرحلته الثانوية في الصف الأول كان ذلك أخر يوم أراه يقف أمامي حين رجع مبتهجاً لما قدمه في الإختبار وخرج في ذلك المشوار مع صديقه ولكن لم يعد منه في حين غمضت عيني لوقت ليس بطويل وأستيقظت على خبر أجتث قلبي في حين كتبت كلماتي على صفحتي الشخصية في وقت باكر (مهما كان الشيء مر فأنه سيمر ولكن بالكثير من الصبر ) كنت دائماً أكتب حكمتي فقط ولكن مشيئة إلهية تتطلب أن أعيشها وتصبح قولاً وفعلاً وليست كلمات تكتب دون قناعة ويقين ،وأغلقت هاتفي وعيني ثم نمت وبالفعل أستيقظت على فجيعته ورحيله أثر حادث مروري مع أعز أصدقائه ،تقبلت الخبر وأنا مابين تصديق أو تكذيب ، ومع ذلك أُلهمت من رب العالمين بالسجود والدعاء بأن من وهبني (أحمد)دون حول مني ولا قوة أخذه مني دون حول مني ولا قوة وقفت وقتها ولا أدري اي أرض لي تحملني أو إثبات وجود لي أستعد له لمواجهة فراقه ،قبلت جبينه البارد الذي كان في حفظ الله حين صلى الفجر في جماعة وحين كتب قبل ساعات من موته في يوم ممطر (اللهم إني أرى الموت يختطف الكثيرين من حولي فيارب أن كان يومي قريب فأحسن خاتمتي وخذني آليك وأنا في أحسن حال)كنت أرغب في عتابه على كلمات كتبها لكن لم يصل عتابي له ،حين مات فقيد قلبي أدركت بأن الصبر صفة الأقوياء وليس الجميع يمتلكها ،وأن قدرتي في المبادرة في أن أذهب وأقدم مراسم العزاء والمواساة لأم صديقه صفة الأقوياء،وأن ذلك الموقف جمع بيني وبين قلبها وجعلها من أكثر المقربين لي ، وأن رحيل من نحبهم يهون علينا رحيل الباقيين من حياتنا من أشخاص عاديين حين ظننا أنه لايمكن الاستغناء عنهم ، وأن الحياة فعلاً تحتاج إلى الكثير من الصبر خاصة للمغادرين حياتنا لعالم لايمكن التلاقي فيه،وأنك لن تأسف على المتغيرين عليك وأن غياب من نحبهم لن يختفي ويظلون ذكرى ندثرهم بدعواتنا ،وأن كل مامر في حياتنا يقترن بالصبر وكل مصيبة لها أجر وعظم الله أجري وجعلني من الصابرين البالغين جنة النعيم وأن هناك بيت لي في الجنة يبنى بكثرة الحمد وأن قول أنا لله وأنا إليه راجعون تكون تسليماً ورضى كامل بما كتبه الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى