الأدب والشعر

جريمة على شاطئ العشاق..الفصل الحادي والعشرون 

الكاتب فايل المطاعنى

الكاتب فايل المطاعنى

في الطائرة 

جلس شفيق عرب في مقعد درجة رجال الأعمال في الطائرة المتجه إلى مومباي .. مغادر الخليج بلا عودة لكي يعقد قرانه على أبنة التاجر نور الإسلام ذلك التاجر الجشع الذي طلب بيتآ فاخرآ لأبنته مع كل ما يحيط بذلك البيت من مظاهر الترف والأبهة مما يدل على مكانة نور الإسلام وزوج أبنته شفيق عرب الإجتماعية.

مضي شريط الذكريات يعيد مشاهد لحياته من البداية عندما جاء إلى عمان أول مرة ،عامل نظافة برغم أن تخصصه مصرفي، ولكن الحال في الهند لا يخفي على أحد فلا زال ماء المجاري الذي كان يشرب منه رائحته عالقة في فمه قالها وهو ينظر إلى من حوله من البشر الأغنياء في تلك الدرجة الفخمة فها هو يجاور مدير أحد المستشفيات الخاصة في عمان يجاوره في درجة جلوسه ذلك المدير حتي أصحاب البلد أنفسهم لا اظنهم يعرفون شكله!

وأرجع الكرسي قليلا إلى الوراء وأخذ يتذكر لحظة وصوله إلى مطار السيب ..قبل أن يسمي مطار مسقط

وكيف أن كومار اللعين الذي أستقبله في المطار جعله منه خادما له وقاسمه رزقه بحجة أنه هو من جلب له تلك الوظيفة وكان يقول لي لا تقترب من رئيس مجلس الأدارة إلا بعد أن  أخبرك ..وضحك هنا شفيق عرب الذي كان إسمه شاندري بوريلا ولكن عرف أن العمانيين لا يستسيغون الأسماء الغريبة فأشهر إسلامه فأصبح إسمه شفيق عرب… طبعا أسلمت لانه هنا يحبون من يسلم في بلادهم ويغدقون عليه الأموال والعطايا والهدايا والحقيقة أن تعبد إله واحدآ أفضل من تعبد بقرة ولو كانت تعطيك من خيرات ما في بطنها ، وهنا ضحك شفيق عرب وقال لم أكن هندوسيا رائعآ، وأيضا لست مسلم جيدآ أنا فقط شفيق عرب ، أين ما أجد المال تجدني أهرب إليه. وأخذ يسترسل في ذاكرته كان في البنك صراف يبدو أنه غير قانع بوظيفته كان ينظر إلى الأموال وهي تدخل الخزانة بعين الأسى،يريد تلك الأموال في جيبه، وبذكائي علمت أن هذا الرجل سيكون له مستقبلا إذا عرف من أين تأكل الكتف، هكذا يقول العرب هم يحبون اللحم كثير،أي لحم المهم يكون لحما طازجا وفيه شحم هههههه.

تقتربت منه شابا فقيرآ لا يملك شي سواء وسامته، وأصبحت لا أفارقه اي طلبات أجلبها إليه،ولقد أعجب بي عندما رآني مثله شخصآ طموحآ وقد صارحته بأني مصرفي مثله وهنا تفاجأ بي عندما رآني أجري له عملية حسابية معقدة كان هو في حيرة من أمره ،وهنا أخبرته أن بإمكاننا أن نجري عملية بسيطة تدخل القليل من الأموال في حسابنا،فماذا فعلنا.

عملنا حسابآ بإسم صديقي أدخلنا بعض أموال المودعين الكبار في حساب صديقي ليس كل الأموال تقريبا ألفي ريال من عند كل مودع وضاربنا بها في البورصه طبعا تلك الأيّام كان النظام في عمان أن الأجازة تبدأ الخميس وليس مثل الآن تبدأ الإجازة من يوم السبت

وطبعا البورصة والبنوك العالمية كانت إجازاتهم تبدأ السبت وتستمر إلى الأحد ،لذلك كانت الأموال نخرجها الخميس ونستردها الجمعة ونرجعها إلى أصحابها وأموال المضاربة نشتري بها أسمهمآ في إحدى الشركات القوية وأصبح لصديقي أسهم في شركات عملاقة ،وكبر إسمه.

ولكن كان هدفه المنصب بعد المال فقلت له تزوج أبنة مدير البنك ومن حسن الصدف أنها أبنة خالته وأبيها كان صاحب الفضل في توظيفه،كان تلميذا مجيبا وتزوجها بالفعل ،طبعا لم يكن زوجا مخلصا ولم يكن يحبها وتعرفون للمال سحره الخاص كان يبوح لي بأن عمه عقلية قديمة لا يعرف فن الإدارة الحديثة وأنه قديمآ كانت البنوك قليلة لذلك لم يكن هناك منافس للبنك ،ولكن الأن كثرت البنوك وكثرت الأموال بيد الناس فأصبحوا في حرية لاختياراتهم البنكية .

وكان الشيطان حاضرا أوحى لنا بالتخلص من ذلك الرجل العجوز ولكن قبلها قلتها لصديقي وشريكي يجب أن تلف حبال جاذبيتك لأبنة رئيس مجلس الإدارة ،فأنا علمت من كومار اللعين الذي هو عامل رئيس مجلس الإدارة بأن أسهم البنك ملك أبنة رئيس إدارة البنك يعني أن هذا البنك ملك لأبنة رئيس مجلس الإدارة ،وهنا التقط الخيط صديقي وفهم ما أعني …..وأصبح بفعل القدر وحسن طالعه هو المالك الحقيقي للبنك بعد زواجه من أبنة رئيس مجلس الإدارة

صديقي ذكي وطبعا كبر وأنا كبرت معه.

الحقيقة كان غطاء جيد لي كي أتحرك بحرية ،ولكن مع مرور الوقت نسي أفضالي عليه وأصبح يتصرف بالأموال وحده.

فلقد أشتري عمارة ومزرعة وصار يكذب علي عندما أطالبه بنصيبي،ويقول:ألا يكفيك ما حصلت عليه من أموال !

وطبعا أنا لست جشعا أنا فقط أطلب حقي ،وكان صديقي شيطان بالفعل، وايضا لكل واحد منا شيطانه يهمس له فقال لي:أنه سوف يغدر بك. لذلك فكرت أن اغدر به ، قبل أن يغدر بي فذهبت وأخبرت زوجته الأولى أبنة خالته بأن زوجها عبدالعزيز هو من أودع أباها السجن. الحقيقة ليس وحده أنا كنت معه وتخلصنا من المدير العجوز فقد أودعنا في حسابه مبالغ المودعين على أنه هو يودعها في حسابه!

وهذا كفيل بأن تحقد عليه فالمرأة تملك حقد البعير أيها السادة وكان صديقي يستعد لحفل زفافه للفتاة التي أحبها فعلا ألا وهي المعلمة منال وأنا كنت في قلب الحدث فقد أخبرت زوجته الثانية بذلك وأيضا حكيت لها قصة صديقي مع أبيها وضحك ضحكة صفراء وهو يقول :ليس هناك داع تعلم أنني كنت معه

ذلك لن يفيدها في شيء هي تريد أن تعرف أخبار حبيبها وزوجها أما عمال النظافة أمثالي فهي لست بحاجة إليهم ههههههههه،وبعدها أنتظرت أربعة أيام حتى تأتي شريكتي في قتل المرحوم صديقي بالمال وعندما أتت به سافرت

والان أنا أملك ثروة تقارب المليون ريال عماني ،وأصبحت من الأثرياء وضرب بيده مقعد الطائرة الفاخر بيده قائلا بغطرسة :تبا لهم هؤلاء المضيفون لماذا لا يقومون بواجب الضيافة

وأضاف ضاحكا:الأثرياء مثلي لا يحبون الخدمات الناقصة وضحك بعدها شفيق عرب ويقول:تبا لماذا سردت تلك الحكاية الآن،لا ضير ،وألتفت يمينا وشمالآ، ثم قال :لا أحد يسمعنا والآن أنا آت إليك يا أبنة نور الإسلام ،وسوف أعمل لك عرسا مثل الذي ترينه في الأفلام

وبعد أربعة أيام من وصوله إلى الهند ألقى القبض على شفيق عرب ورحل إلى عمان

يتبع. هذه القصة من ضمن كتاب جريمة على شاطئ العشاق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى