وصايا مهمة للحجاج


حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري
من وفقه الله لأداء فريضة الحج فعليه أن يلتزم بالوصايا التالية :
1-الالتزام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج ، قولاً ، وفعلاً ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ } وفي رواية : { لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ ؛ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ } رواه مسلمٌ في صحيحه ، ومعرفة الأنساك ، وأعمال الحج لابدَّ فيها من قراءة كتب أهل العلم ، وحضور مجالسهم ، والسؤال عما أشكل عليهم من أعمال الحج قبل البدء فيه ، وقد قال الله تعالى : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )[ النحل : 43 ].
2-أنَّ الدين الإسلامي دين يسرٍ ، وسهولة ، في مسائل الحج وغيرها ، والواجب هو اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء ، ومن ذلك الإحرام ، والطواف ، والسعي ، ورمي الجمار ، والمبيت بمنى ، والوقوف بعرفة ، وغيرها من الأقوال ، والأفعال الواردة عن النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم في الحج ، والمشاعر المقدسة ، وقد قال الله تعالى : { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } وقال صلى الله عليه وسلم : { إن الله يحب أن تؤتى رخصة كما يكره أن تؤتى معصيته } رواه الترمذي في سننه ، وصححه الألباني في إرواء الغليل برقم 564 .
3-عليكم يا حجاج بيت الله بأخذ السكينة ، وهي الطمأنينة ، وعدم العجلة في أموركم كلِّها ، ومن ذلك حين قيامكم بنسك الحج والعمرة ، وخاصة في أوقات الزحام ، والتدافع ، وعند الطواف ، والسعي ، والدفع من عرفة ، ورمي الجمار ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { أَيُّهَا النَّاسُ : السَّكِينَةَ ؛ السَّكِينَةَ } رواه مسلم في صحيحه .
4-أيها الحجاج تأدبوا بآداب الحج الواجبة ، والمستحبة ، ومن ذلكم الصبر على أداء هذه الشعيرة الربانية ، وعلى ما يصيبكم من أذى من إخوانكم الحجاج ، وأن تترفقوا بهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه } رواه أحمد في مسنده ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5654 وصونوا حجكم من كل ما يفسده أو يُنْقِص أجره ؛ وقد قال الله تعالى : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ }[ البقرة : 197 ].
5- وجوب التزام حجاج بيت الله الحرام بالأنظمة والتعليمات التي تصدر من الجهات الرسمية في الدولة من أجهزة الأمن ، ووزارة الحج والعمرة ، والشؤون البلدية أو الخدمية وغيرها ، لأنَّ هذا من طاعة ولي الأمر ؛ الذي أمرنا الله بطاعته في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [ النساء : 59 ] .
6-وأخيرا من الوصايا المهمة للحجاج أهمية الأخذ بالأسباب المشروعة التي فيها حفظ الأنفس البشرية حال أدائهم لفريضة الحج من التوقي من أشعة الشمس المحرقة ، واستعمال المضلات المناسبة ، والإكثار من شرب المياه النقية ، والبعد عن الأماكن المزدحمة ، واستعمال الكمامات الواقية من الأمراض المعدية ، نسأل الله أن يتقبل من الحجاج حجهم ، وأن يعيدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين ، وأن يجزي ولاة أمرنا والمسؤولين في بلادنا خيراً على ما يقومون به من خدمة ضيوف الرحمن وقاصدي البيت الحرام والمشاعر المقدسة ؛ وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان في بلادنا وجميع بلدان المسلمين . اللهم آمين .