دي أخرتها!


بقلم: سيد جعيتم جمهورية مصر العربية
هي مكلبشة ليه في الدنيا؟! تعبنا معاها.
تقرعها مقامع من حديد؛ تبعثر روحها، صراخها، أيقظ الموتى؛ لعنوها.
ـ اجلسي.
انتفضت فزعة تبحث عن من يأمرها:
– مَن؟
لا أحد غير وجوه الموتى بعيون جفت مآقيها.
تسمع همهمات، يحصون عليها أنفاسها.
تنسحق بين فكي رحى، يراوح الهواء حولها ويأبى الدخول لصدرها، ورغم العذاب، تتمسك بالدنيا تخشى الرحيل … يرعبها الحساب، تخشى طرح سيئات الآخرين عليها، فلا حسنات لها.
شهران والعذاب يزداد، على شاشة أرشيف كتابها تشاهد كل موبقاتها، وجهان يتصدران المشهد:
وجه أبيها يكشر في وجهها عندما دخلت تلقى عليه نظرة الوداع، ووجه أمها ودموعها تبلل خديها، تنظر إليها ، لم تبال بجلال الموت، هجمت كثورٍ هائج عليها؛ تخلع قرطها ومصاغها.
مذهولة تتساءل:
مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
منتشية من لحظة انتصارها بمخالفة وصية امها:
( لما يحين الأجل، ما تدخليش عليا، ولا تصبي ماء غسلي).
كانت ترتاب وتظن أن هذا اليوم بعيد، مدت يدها المرتعشة تحثي على رأسها تراب محمل برائحة الموت.
تخشي أن تدفن وبها رمق حياة:
ـ اتركوني بعد موتي يوما كاملا، و أنيروا لي مصباحًا في قبري.
نفذوا وصيتها، وفاحت رائحتها.
حفيف أقدام المشيعين تبتعد، ممزوجة بالضحكات.
جمعت المال من حله وحرامه، كنزته، والآن تتركه، لا ترافقها إلا الذنوب .
تبدلت مباهج الدنيا بوحشة القبر، ضمته تُحطم عظامها.
أنقذوها من كابوسها، يصلها صوت أم كلثوم ( ودارت الأيام ) قامت تتخبط، تسب وتلعن وتصيح:
ـ أقفلوا الزفت ده