رعاية ولي العهد لمؤتمر مبادرة القدرات البشرية: رؤية استشرافية لما بعد الاستعداد للمستقبل

تُجسِّد رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية، لمؤتمر مبادرة القدرات البشرية الذي انطلق اليوم الأحد الخامس عشر من شوال ١٤٤٦هـ والثالث عشر من إبريل ٢٠٢٥م تحت شعار “ما بعد الاستعداد للمستقبل” حدثًا محوريًا يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها المملكة العربية السعودية للاستثمار في رأسمالها البشري وتمكينه للتصدي لتحديات المستقبل وصياغته. هذه الرعاية السخية لم تكن مجرد دعم شرفي، بل تعبير عن رؤية قيادية طموحة تدرك أن الإنسان السعودي هو المفتاح لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار الشامل في المملكة. يعكس اختيار شعار “ما بعد الاستعداد للمستقبل” دلالات عميقة متخطية مرحلة التحضير والاستجابة للتغيرات العالمية، مما يؤكد الحاجة إلى التحرك نحو مرحلة الفعل والتأثير في صناعة هذا المستقبل. يعبر هذا الشعار عن قناعة راسخة بأن القدرات البشرية ليست مجرد وسيلة للتكيف مع التغيرات، بل هي القوة الدافعة لتحقيق الابتكار والريادة في مختلف القطاعات.
منذ إطلاقها، أكدت مبادرة القدرات البشرية على أهمية الاستثمار في التعليم والتدريب والصحة والقيم كأسس لبناء جيل قادر على المنافسة عالميًا والمساهمة بفاعلية في تحقيق أهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠. ويأتي هذا المؤتمر ليؤسس لمرحلة جديدة تركز على تعزيز هذه الأسس وتطويرها بما يتناسب مع التطورات السريعة في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي والاقتصاد المعرفي. كما يعكس حضور نخبة من القادة والخبراء والمختصين من داخل المملكة وخارجها لهذا المؤتمر، الاهتمام الدولي المتزايد بالتجربة السعودية في تنمية القدرات البشرية. كما يمثل فرصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات واستشراف التوجهات المستقبلية في هذا المجال الحيوي. ومن المتوقع أن يسفر هذا المؤتمر عن مخرجات وتوصيات عملية تسهم في تطوير السياسات والاستراتيجيات الوطنية المتعلقة بالقدرات البشرية، وتعزيز الشراكات بين القطاعات لتحقيق التكامل في الجهود. كما أنه قد يفضي إلى إطلاق مبادرات ومشاريع نوعية تستهدف تطوير مهارات المستقبل لدى الشباب، من أبنائنا وبناتنا في الجامعات السعودية، وتمكينهم من اقتحام مجالات العمل الجديدة.
إن رعاية سمو ولي العهد لمؤتمر مبادرة القدرات البشرية ليست مجرد حدث عابر، بل محطة حاسمة تؤكد على التزام القيادة الحكيمة ببناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. إنها رسالة واضحة بأن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأمثل للمستقبل، وأن المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، حفظهما الله، تمضي بخطى ثابتة نحو تمكين قدراتها البشرية لصناعة مستقبل مشرق ومستدام.