قصة من التراث المغربي الذئب _والحمار


د.فايل المطاعني
كانت امرأة تعيش مع زوجها.و في يوم من الأيام حملت منه، إلا أنه مات قبل أن يرى المولود النور. لقد كان المولود بنتاً، وقد تعهدتها أمها بالرعاية، وحينما اشتد عودها، رفضت الأم أن تزوجها لمن تقدموا بطلب يدها من أهل القرية ،ممن كانوا يتمنون الظفر بيدها، وفضلت عليهم تزويجها بالغرباء حينما تقدموا لطلب يدها.وبعد أن انتهت الاستعدادات لحفل الزفاف، حضر أصدقاء الزوج ممتطين الخيول لأخذ الزوجة إلى بيت زوجها، جاءوا بالذبيحة والمهر الذي تم تحديده سلفا مع الأم. وتبعا لعادات المنطقة، فقد ذبحوا الذبيحة على عتبة البيت، وخرجت الأم من البيت وحيتهم قائلة:حللتم أهلا،وبوركت الأرض التي أوصلتكم إلينا. ثم ترجلوا خيولهم ودخلوا إلى البيت.وفي الغد اصطحبوا العروس معهم على ظهر بغل،وهي تتمسك بتلابيب طفل صغير،واستمر الغناء ومعه طلقات البارود، إلى أن وصل الموكب بيت الزوج،وهناك قضوا الليلة، وحينما انتهى حفل الزفاف،انصرف المدعوون. عليك اللعنة أيها الحمار الأحمق أبا عن جد، إذا لم تحضر لي هذا الذئب ، سأضربك بالهراوة حتى الموت.
وعاد الحمار إلى المكان الذي فر فيه الذئب،فبحث عنه، وانتهى إلى العثور عليه في مأواه في جحر بصخرة. ثم تمدد في مدخله تاركاً فاه ومؤخرته مفتوحين، متظاهراً بالموت. وحينما خرج الذئب طلباً للفريسة ، وجد الحمار ممدداً ومنتفخاً في مدخل الجحر. ثم قال: الحمد لله، الذي أنعم علينا بهذه المأدبة دون تعب ولا نصب.
ثم هرع صغار الذئب لسحبه من أطرافه،محاولين إدخاله إلى الجحر. ولما لم يفلحوا في ذلك، غضب الأب وصرخ في وجوههم قائلا: تنحوا جانبا، لا هم لكم سوى إزعاجي بسبب مأكلكم اليومي..هيا ،احضروا لي حبلا.
فأحضروا له الحبل، فقال لهم: اربطوا ذيل الحمار بذيلي .
فربطوا ذيل أبيهم بذيل الحمار.وحينئذ استجمع الحمار كل قواه فانتصب قافزا ثم انطلق راكضا، وهو يجر وراءه الذئب المربوط بذيله.وهكذا أخذ الحمار الذئب إلى سيدته التي أهانها الذئب بخديعته.فخرجت تبحث عن الحطب، ثم أوقدت نارا تضاهي نار عاشوراء ورفعت الذئب على خازوق بعد أن بترت ذيله،ثم قذفت به إلى النار وبدأت تقلبه ذات اليمين وذات الشمال، حتى أصبح مجرد رماد. انتهت