بوستر المهرجان القومي للمسرح المصري: تساؤلات حول الهوية والإبداع


صموئيل نبيل أديب
لطالما دافعتُ عن المهرجان القومي للمسرح المصري، ووقفتُ ضد أي انتقادات وُجهت إليه، سواء في المقالات التي كتبتها بالمواقع المصرية، أو السعودية، أو العراقية، أو اللبنانية. كنتُ دائمًا ما أردد أن المهرجان وإدارته يبذلون قصارى جهدهم في ظل دعم مالي متواضع للغاية مقارنةً بالمهرجانات الأخرى خارج مصر، وأن واجبنا هو الدعم والتشجيع بدلًا من الهدم والتجريح.
ولكن، ولأول مرة، أشعر أن الخطأ الفادح في تصميم بوستر الدورة الحالية يستدعي وقفة جادة وتساؤلات قوية حول سبب اعتماده في مهرجان عريق بقيمة المهرجان القومي للمسرح. مع كامل تقديري للصديق العزيز المشرف على ابتكار هذا البوستر، إلا أن التصميم يعكس قلة في الإبداع، ويبدو مستنسخًا بوضوح باستخدام الذكاء الاصطناعي.
الألوان المستخدمة في البوستر مظلمة وكئيبة، ولا تتناسب إطلاقًا مع أجواء الفرح والبهجة التي يثيرها المهرجان في نفوس عشاق المسرح. ليس هذا فحسب، بل يفتقر البوستر لأي هوية مصرية أو حتى عربية، ويُلاحظ أنه استخدم نفس الألوان التي طغت على البوسترات الأخيرة للمهرجان، مما يفقده التجديد والتميز.
هل باتت مصر خالية من المبدعين في كليات الفنون الجميلة والهندسة والتشكيليين بجميع فروعهم، حتى نلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لابتكار بوستر لا يليق بمكانة مصر؟ إن البوستر الحالي يثير العديد من علامات الاستفهام مقارنة بجمالية وإبداع بوسترات مهرجانات مصرية أخرى.
أدعو إدارة المهرجان بصدق إلى مراجعة هذا القرار والعمل على تغيير البوستر الحالي، ليواكب الجهود الكبيرة التي بذلها الفنان محمد رياض على مدار السنوات الماضية في سبيل الارتقاء بالمهرجان، وليليق بتاريخ وسمعة هذا الحدث الثقافي الهام.