هدوء لا يعرفه إلا من مرّ بعاصفة


وجنات صالح ولي
هدوء لا يعرفه إلا من مرّ بعاصفةٍ اقتلعت جذوره بصمت داخلي، ووقف دون أن يُعبّر، وظل يصارع الحياة.
هو ليس هدوءَ التصالح، ولا سكينة السلام… بل هو الصمت الذي يأتي بعد الانهيار.
هو تلك الوقفة التي لا يصفّق لها أحد، لكنها قمة البطولة… أن تستمر بعد أن فقدت كل ما تستند عليه.
أولئك الذين تجرّعوا الخذلان، ومضوا، دون أن يُسمع لهم أنين… يحملون في داخلهم ضجيجًا لا يُرى.
يمشون بثبات، لا لأن الطريق واضح، بل لأن العودة مستحيلة.
هم الذين تعلموا كيف يُرمّمون أنفسهم دون صوت، كيف يُعيدون بناء أرواحهم من تحت الركام.
لا ينتظرون احتواءً ولا تفسيرًا… فقط يقدّرون الأيام التي لا تحمل خيبة جديدة.
الذين مرّوا بالعواصف لا يحتاجون إلى الشفقة، ولا إلى من يسألهم “هل أنت بخير؟”،
فهم من اخترعوا هذه الجملة كي يُغلقوا بها الأبواب المؤلمة.
هدوؤهم ليس استسلامًا، بل نُضجًا… ليس انطفاءً، بل ولادة جديدة من رماد الألم.
لذا، إن رأيتهم صامتين… فامنحهم احترامك، لا أسئلتك.
فهم مرّوا بما لا يُقال، وصمدوا بما لا يُحتمل.
ختامية.
“في داخل كل هدوء غريب، هناك عاصفة انتهت، لكن آثارها باقية…
فكن لطيفًا مع من لا يرفع صوته، لأن صراخه ما زال مكتومًا في صدره.”