مقالات

أطفالنا.. والتربية الأسرية

مرشده يوسف فلمبان

مرشده يوسف فلمبان

سيداتي سادتي، إن تربية الأبناء مهارة فطرية يقوم بها الوالدان، وتحتاج إلى صقلها وبلورتها بالتعليم والتدريب.
تربية الأبناء لها أصول وفنون، ولعل أهم خصائصها إلمام الوالدين بخصائص النمو التي يمر بها الأبناء، ومعرفة متطلباتهم وكيفية إشباعها حتى لا ينزلقوا في مستنقع الأخطاء فتكون بالغة الأثر على الأبناء في مستقبل أيامهم ومدى العمر.
إذًا لا بد أن يرسم الوالدان خطوات حياتهما، وبخطط حكيمة لبناء حياة أسرية مفعمة بالسعادة والطمأنينة والاستقرار النفسي.
وقد صدر بعض التعليمات الإرشادية من وحدة الخدمات الإرشادية بشأن تربية الأبناء بأساليب تربوية من واقع تخصصات التربويين مدعمة ببحوث ودراسات وخبرات مستفيضة الهدف منها الارتقاء بالأساليب التربوية في سلوك الطفل في نشاز هذا العصر.
وقد أبدى التربويون في وحدة الخدمات الإرشادية آراءهم بشأن كيفية رعاية الطفل منذ الصغر.
إذ لا بد من مراعاة الخصائص العمرية التي يمر بها الطفل ووضع ضوابط للتربية ويسمى بالتأديب، وهو أن توجه لا أن تعاقب. فتأديب الطفل يحتاج إلى صبر وفهم ووعي، ويسبق ذلك الحب والرحمة لبناء جسور الثقة والاحترام بين الطفل ووالديه. فغالبًا ما يقع الوالدان في أخطاء تربوية كبيرة لجهلهما أسس أساليب الثواب والعقاب.
مثلاً، يكون الطلب من الطفل بصيغة سؤال: “ممكن أن تعمل كذا؟” وإذا فشل هذا الأسلوب، فليكن بصيغة الأمر بصوت هادئ وحازم والتحدث بنبرة صوت هادئة.
وقد لمست هذا الأسلوب الراقي بين إحدى العائلات في (جاكرتا) عاصمة إندونيسيا، حيث أبدى الطفل انصياعه وتفهمه بكل ممنونية.
فالعقاب الجسدي كالضرب أو الصفع أو رميه بالأشياء له أضرار نفسية وعاطفية تلازمه حتى الكبر. فهذا الأسلوب لا يعدل السلوك.
ومن المستحسن غرس الإيمان وحب الله في قلوب الأطفال في سن مبكرة، لأن السنوات الست الأولى هي أساس تكوين الشخصية، والنمو الديني يحتاج إلى رعاية وتشجيع المربي ليكون ذا شخصية مرنة، وذلك من خلال تشجيعه وإثارة انتباهه للتأمل والتدبر فيما حوله من إبداع الخالق عز وجل.
فلكل أسرة أسلوبها المختلف في العيش ويمكن تسميته بالتفكير الأسري، حيث يقوم الوالدان بممارسة نمط معين مع الأبناء بشكل دائم، وبذلك يشعر الأبناء بالانتماء والاستقرار النفسي.
ومن هذه التقارير الأسرية: تخصيص وقت للأسرة يوميًا أو أسبوعيًا، مثل:
وقت الطعام، متابعة أحد برامج التلفزيون، وقت استراحة لتبادل الأحاديث، قراءة كتاب أو قصة مفيدة، الاحتفال بالمناسبات الأسرية وتبادل الهدايا مثل ولادة طفل، نجاح، تخرج، إنجاز عمل، وتخصيص وقت للنزهات، وإشراك الأبناء في بعض القرارات الأسرية ولو بالتعبير عن آرائهم (كشراء سيارة، قضاء إجازة، تغيير ديكور المنزل).
وعند وقوع نزاع بين الأبناء، على الوالدين عدم التدخل بينهم، وذلك بتركهم يتعاملون مع الموقف بأنفسهم ويكون التدخل في حالة خروج الأمر عن السيطرة.
فعلى الوالدين أن يشعروا أبناءهما بحبهما بما يتناسب مع شخصيتهم. فقد يسعد أحدهم بالتعبير عن هذا الحب كأن تقبله أو تضمه، والآخر يرغب في التقدير المعنوي بعبارات الحب والثناء.
فلنقدر مشاعر الأبناء تجاه بعضهم البعض وعدم المقارنة بين الإخوة، حيث تكون السبب في زرع المشاعر السلبية من (حقد، كراهية، غيرة فيما بينهم) ربما تستمر مدى العمر.
فلنبدأ بالتعلم الراقي لنربي أبناءنا، ونرتقي بمجتمعنا إلى أعلى المستويات التربوية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى