الأدب والشعر

حكايات من السودان…. الحكاية الرابعة 

الكاتب فايل المطاعنى

الكاتب فايل المطاعنى

( الرحيل )

وليد و ريان

نظر وليد إلى ساعة الحائط وهي تعلن أقتراب موعد الرحيل، وأخذ ينظر تارة إلى الساعة وتارة إلى زوجته، وهي تحاول أن تكتم دموع بدأت بالتساقط على وجهها لم يكن من محبي السفر يوم ما ، وآخر مدينة سافر إليها كانت قرية ‘ الكدرو ‘ يذهب ليزور أقربائه حيث تسكن عائلته،

ولكن هذه الرحلة لن تكون في أرجاء الوطن السوداني للنزهة ، بل سوف يغادر الوطن ،باحث عن لقمة العيش، ونظر وليد بشكل هستيريا إلى الساعة يريد أن تتوقف ، مشي و بخطوات متثاقله، إلى غرف أبنائه، لتوديعهم ، وهو يحبس دموعه، بعد الآن لن يصحوا على وجه ابنته وهي تبتسم له وتقول : بابا صباح الخير

وعندما تاتي من المدرسة تقبل يده ،وتخبره عما جري في المدرسة ،و توقف عن المشي ،وهيهئ له أن غرفة ابنته بعيدة ولا يستطيع الوصول إليها ،لقد توقفت أعضاء جسمه عن الحركة،

وليد والحزن مسيطر عليه : يا إلهي ماذا حدث لي ، لا أستطيع تحريك رجلي، وأمسك اقرب كرسي وجده أمامه وجلس، وهو لا يزال ينظر إلى ساعة الحائط،

ذهبت إليه ريان عندما وجدته جالسا، وهي تبتسم لا تريد أن يراها ضعيفة وحزينة باكية ، ولكن في داخلها هناك شعور بالخوف بالفقد ،وأخذت تمسح على رأسه بحنان و تقول له

ريان : وليد وليد تسمعني

وليد ينظر إليها وقد لمح اثار دموع لا تريد صاحبتها أن تسقط .

فقال لها وليد : نعم أسمعك

ريان: هل لابد من السفر

وليد وقد بدأت الكلمات تتلعثم على لسانه ولا يعرف ماذا يجيب ،ولكن أستجمع قواه وقال :

نعم. أنت تعرفي الحال، ولابد من الرحيل وأمسك يدها وهو يتصنع الضحك كلها سنتين ثم أرجع لا تقلقي سأكون بخير

ريان وقد أختفت تلك الإبتسامة المصطنعة وأخذت تبكي لم تستطيع السيطرة على روحها فلقد كان وليد هو قطعة من روحها و بكي وليد عندما راي زوجته تبكي، و من بين الدموع قالت ريان

ريان :أيها الفقر اللعين أخذت زوجي مني ، فهل رحلت عنا، وتركت لي زوجي لنربي أبنائنا ونزرع حقلنا أرجوك ارحل يا فقر أرحل

تمت بحمد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى