لم تأتي من فراغ فلان.. هين لين


شيخة الدريبي
لم تأت عبارة (فلان هين لين ) من فراغ بل لها دلائل كبيرة ومهمة هذا الشخص يحمل في قلبه صفات رقيقة وطيبة وقيما مغلفة بالود والتسامح والمرونة في العلاقات والقرب من الآخرين والتصالح مع النفس لا يخشاه الآخرون إنما يرتاحون بجانبه ويبقى ذا سيرة حسنةوينعكس هذا السلوك في حياته وفي تعابير وجهه التي عادةً ما تكون هادئة ومبتسمة وإيجابية يبحث عن السبعين عذراً ليجد مخرجاً لقبول العذر وطي صفحة الزعل والعتاب ..
هذا الطبع (هين لين ) أمر مطلوب في المجتمع وفي العلاقات الأسرية والاجتماعية وفي أجواء العمل وفي كل مكان لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام (ما كان الرفق في شيء إلا زانه ) ليجد الكثيرون أنفسهم يبتعدون عن فظاظة القلب وتجد لديهم الاحتواء بعلاقاتهم مع الآخرين ويحمل صفات اللين في حياته يحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الخصومات وقطع العلاقات ومحاولة استيعاب الآخرين ..
لذا كن حريص على أن تكون ذات (طبع لين) وأتصف بالمرونة والليونة في تعاملك مع الآخرين فاللين مرتبط بالحلم والصبر والتحمل فالإنسان القادر على التحمل والمسامحة وتمرير المواقف بعيدا عن الغضب صاحب هذه الصفة له أجر كبير وقيمة كبيرة كونها تقلل البغضاء وتنهي المشاحنات مع الآخرين وتحافظ على العلاقات وتحمي صلة الرحم من القطيعة ويكون إنسان متزن وواثق من نفسه وإيجابي في كل أمور حياته يحمل الحكمة والوعي في تعامله مع الآخرين لا شيء يستحق التوقف عنده بسلبية بل الحياة تحمل الكثير من الجوانب الجميلة الإيجابية ..
أن الإنسان عندما يراه الآخرون (هيناً ليناً) في تعامله يكون صاحب نفس راضية وقنوعة ويحاول أن يبث السعادة في كل مكان ولا يحمل الأمور أكثر مما تقتضيه يبسط الأمور ولا يعقدها ويفتح نوافذ جديدة في حياته وحياة الآخرين ولا يغلق على نفسه الدائرة المغلقة لذلك يتمتع هذا الشخص بالجاذبية وحب الآخرين والقدرة على التكيف وهو سعيد في حياته ولا يقول إلا قولاً حسناً إن هذه الصفة الطيبة بشر بها النبي وقال: (ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار تحرم النار على كل هين لين قريب سهل ) أي أن العيش في هذه الدائرة دائرة اللين ودائرة الرفق والتسامح يصنع في الإنسان سلاما داخليا لا يضغن للناس الكره ولا يفكر بالإيذاء حتى إن تأذى هو تغافل أو تناسى أو تسامح ..
هناك كثيرا من الناس يفكرون في القيل والقال والإساءات والتجاوزات حتى أن بعضهم قد يحول حديثه للخصام بسبب الظروف والضغوطات المحيطة به وهذا يدفعهم للتوتر ويعامل الآخرين بالقسوه لكن لا بد أن يعود الإنسان إلى طبيعته الفطرية باللين فهي جماليات وأخلاق حسنة وصفات طيبة ..