مذكرات حُبّ


مايسه عيد
سَنَوَات فِرَاق انْتَهَت بِأَحَادِيث جَمِيلَة لَمْ تَكُنْ فِي حسباننا . .
بَلْ هِيَ اقدارنا . . الَّتِي جَمَعْتَنَا بَعْدَ طُولِ غِيَاب
أقْتَرَبْنَا فِيهَا بِكُلِّ ذكرياتنا الطُّفُولِيَّة الَبريئة . .
إلَى أَنْ بحنا بعشقنا . . ثُمَّ كَانَ لِقَائِنَا . .
فِي أَوَائِلِ يُولِيُو ( تَمُّوز )
كَانَ اللِّقَاءُ الْأَوَّلِ بَعْدَ سَنَوَات طَوِيلَة . .
كَانَ يَوْمُ بِلَوْن الْوُرُود
فِيه أطحنا بِكُلّ السُّدُود
و ألتَقَيْنَا فِي مطارنا الْمَوْعُود
تَلاحَمَت أَرْوَاحَنَا قَبْل الْحُدُود
و بَعْد الْحُدُود تعانِقنا بلهفة
تَنَاثَر الْبَشَر حَوْلَنَا فِي اللاوجود
لَمْ نَرَ إلَّا عِشْقًا يَتَجَسَّد أمَامِنَا
نَعَم . . أَنْت و أَنَا . . أَنْت مَوْجُودٌ
و قَبْلَ أَنْ أَوْجَد أَنَا . . أَنْت مَوْجُودٌ
مَوْجُودٌ فِي كُلِّيٌّ . . و بِلَا أَيْ حُدُودٌ
كَم تَمَنَّيْنَا لِقَائِنَا حَبِيبِي
و حِين تلاقينا . .
ضعنا و ضَاعَت كُلّ الوعود
أضمك و فِي قَلْبِي طعنات خِنْجَرٌ مَسْمُومٌ
حُفِرَت بِهِ عَلَى قَلْبِي . . بِلَا عَمَدْ
أَنْ يَعِيشَ يَئِنّ بِحَرْقِه الموئودة
و أَنْت . . الوائد
و أيضاً أَنْت مِثْلِي موئود . .
بِيَدَيْك قَتَلْت حُبّنَا . .
و أَعْدَدْت لَنَا نعوشا و لحودا
و مَشَيْت فِي جِنَازَةٍ عشقنا
مَهْزوما . . بَاكِيًا . . صَارِخًا
لَيْت ميسائي تَعُود . . و نَعُود
و وُضِعَتْ فِي أكفاني
قِنِّينَة عِطْر . . أَهْدَيْتهَا لِي ذَات حُبّ
و همست . . تعطري مِايتَيِ بعطري
تعطري . . حَتَّى الْخُلُود
كَيْف أَعُودُ يَا حَبِيبِي و سَيِّدِي ؟ !
و قَد أُغْلِقَت بِيَدِك كُلّ الْمَنَافِذ
و بُنِيَت أَنْت الْجُدْرَان و السُّدُود
أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا إِلَهِي . .
أَرْفَق بِحَال معذبي . . وَلَا تُعَذِّبُه
أَرْفَقَ بِهِ . .
مَازِلْت أَحْيَا فِي نَبْضِه أَنَا . .
و سأظل فِي شريانه . .
إلَى أَنْ يَفْنَى الْوُجُود
و حَتَّى بَعْدَ الْوُجُودِ .