ومضاتٌ شهرزادية


العنود ناصر السرحان
من ألف ليلة وليلة نجت شهرزاد بذكائها من براثن ليلة أخيرة ، لم تملك في تلك الغرفة غير خيالها و كلماتها ، فقد كانت كل ليلة تنسج من خوف الموت المحقق حكاية تتركها معلقة ؛ليكون للحياة بقية .
وفعلاً! كانت كل حكاية تُضيف لعمرها ليلة جديدة ، وبمرور الليالي بدأ جبروت الملك بالتخاضع والسكينة تتسلل برفق لتلك الغرفة ؛مما فتح نوافذ الثقة وأشعل قناديل الحب والأمل ؛ لتصبح تلك الأسيرة ملكة قصرها .
في حكاية شهرزاد الكثير من الِعبر ، فقد علمتني أن لانستسلم لهيمنة القدر المحتوم ، وأنه مهما أُقفلت الطرق أمامنا فهناك مخرج أقرب ممانتصور ، وأن نجعل الخوف وقود لقوة وشجاعة تدفعنا نحو أهدافنا ، لا ضعف يكبّلنا ويحرقنا بعجزه.
علمتني أن كل شئ له قيمتة في وقته المناسب مثل الكلام والسكوت ، فالحديث بإختيار الكلمات الملائمة للموقف أو السكوت عنها تصنع فارق يعادل الفرق بين الموت والحياة .
علمتني أن الإصرار هو الأداة التي تتحدى الزمن و تُوصل للهدف المنشود بعون الله، وأن للحب مملكة يُشيد بناءها لبنة لبنة على أساس من الثقة والصدق، وأن كل إنسان قادراً على كتابة قصته التي يريدها ورسم لوحة حياته بألوانه الخاصة.
علمتني شهرزاد أن نخلق الأمل من اللاشئ ، وأن مايبدو لنا كنهاية قد يكون بوابة لأجمل بداية .