عامل النظافة


سمير الشحيمى
في مدينة جميلة مطله على سفوح الجبال كان يسكن فيها عامل نظافة بمنزل بسيط من غرفه وصاله يعيش وحيداً بعد أن توفت والدته التي كان يعتني بها قبل موتها
وفي كل صباح قبل بزوغ الفجر يخرج عامل النظافة من منزله ويتجه إلى عمله وينظف الطرقات ويلملم القمامه من أمام المنازل والممرات حتى إعتلت الشمس السماء وبدء يشعر بالحر والتعب فقرر أن يتناول بعض الطعام فلقد أحضره معه من منزله كسرة خبز وعدس فتكئ على إحدى جدران المنازل الفخمه بذلك الحي الذي ينظفه وبدء بتناول طعامه فخرج صاحب المنزل من فلته بسيارته الفارهه ورآه فقال له : مالذي تفعله هنا ياهذا أتعد عن منزلي قبل أن أصب جام غضبي عليك
فحمل عامل النظافة نفسه مسرعا وأبتعد عن المنزل وجلس بقرب إحدى الممرات وأكمل طعامه وهو يقول في نفسه : يالعرجفته وتكبره
وبنفس الوقت مر رجل آخر ومعه أصدقائه فقال : أنظروا لهذا المعتوه أين يأكل الطعام بالطريق كأنه إحدى الكلاب
فضحك جميع أصدقائه وتضايق عامل النظافة وحمل نفسه وابتعد عن هذا الحي الراقي الذين لا يعرفون من الرقي إلا مظهره فقط.
وفي اليوم التالي خرج عامل النظافة من منزله إلى العمل وعند مروره من الطريق توقف سيده واعطته كيس طعام وذهبت؛ ففتح الكيس فوجد به بعض من الفلافل والحمص والخبز الطازج ففرح كثيرا ودخل إحدى الحارات القديمة وافترش الأرض وبدء يأكل الطعام
فمر عليه رجل وألقى عليه السلام وكان بيده كيسه بها كعك ناوله قطعة منها وبعدها بفترة بسيطه مرت عليه إمرأه ومعها إبنها فكان قريب من منزلها فدخلت وغابت قليلاً من الوقت فخرجت ومعها إبنها يحملان الماء والشاي ويقدمانه لعامل النظافه الذي كان سعيدا ودمعت عيناه أمس تم إهانته بحي الأغنياء واليوم تم إكرامه بحي الفقراء.
عزيزي القارئ الإبتسامه في وجه أخيك صدقة والكلمة الطيبه صدقة فلا تبخلوها في ما بينكم خاصه للمحتاجين إليها.
تمت.