تعرف على مسجد الرحمة في مدينة الجزائر عاصمة الجمهورية الجزائرية.


خديجة قطب
يقع هذا المسجد في وسط العاصمة الجزائرية، وذلك بحي خليفة بوخالفة، ويطل على شارع فيكتور هيجو الذي يعد همزة وصل بين قلب العاصمة والميناء.
يعد هذا المسجد من أقدم المساجد الحديثة في العاصمة؛ إذ يعود تأسيسه إلى عام 1897م، حينما بٌني لأول مرة ككنيسة من قبل السلطات الاستعمارية، وأطلقت عليه اسم كنيسة القديس شارل، واستكمل بناؤها في عام 1903م،
وكانت من أهم كنائس العاصمة طوال الحقبة الاستعمارية، واستمر المبنى على هذا الحال بعد الاستقلال حتى عام 1970م، عندما أصبح عدد النصارى في الجزائر قليلاً جدا، وعندها عقد اتفاق بين مسيري الكنيسة وبين السلطات المحلية وتضمن تحويل الكنيسة إلى مسجد مقابل أن تتنازل الدولة عن العمارتين المقابلتين لهم كتعويض.
وحينما استلم المسلمون المبنى أطلقوا عليه اسم مسجد الرحمة، وأحدثوا فيه تعديلات حتى يتلائم مع هويته الإسلامية ومع وظيفته كمسجد!
يمتد المبنى على مساحة 1000م2، ويتكون من أربعة طوابق واسعة أكثر مما تبدو في الصور الخارجية، وتزيد طاقته الاستيعابية عن 5000 مصلٍّ. وعند التفصيل سنجد بأن المسجد يتكون من قاعة رئيسية لأداء الصلوات، وتوجد في أسفلها مجموعة من المرافق كقاعة الوضوء والمدرسة القرآنية، بينما يتكون الطابقان العلويان من مجموعة من الشرفات متفاوتة الحجم تطل كل منها على المسجد وما جاوره من النواحي الأربع، ويحتوي المسجد أيضا على مدخل واسع تليه حديقة صغيرة، وتتوافر له مداخل صغيرة متعددة، تؤدي بعضها إلى دهاليز ما تزال غير مستعملة لحد الآن.
جرى تصميم المبنى على الطراز البيزنطي، مما منحه جمالا متفردا وأضفى عليه رونقاً مختلفا عن بقية المساجد، وأهم مايميزه هو ارتفاعه الشاهق فوق كل الأبنية المجاورة مما وهبه أُبّهة وفخامة بصورة لا نظير لها!
ومن الواضح أن المبنى غني بالنقوش والزخارف وبالمنحوتات في الداخل والخارج، وقد تضافرت سائر المقومات الجمالية لتظهره فخماً بلا حدود!