Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

هالةُ بلقيس..الفصل الرابع 

بلقيس المرهبي

بلقيس المرهبي

تلقائياً شعرت بجسدها ينتفض لكنها لم تتحرك ومن حولها تكوموا أرضاً شعرت بأن يذ احتضنتها من الخلف لتغادر من هناك

وبعدها لم تدرك ما حدث، بقيت صامتة لفترة لا بأس بها وبشكل مباغت تسلل السؤال إلى رأسها دون أن تشعر هل تملكين يا أنا الإرادة الكافية للانتحار؟

كانت أول إجابة برأسها لم أفعلها المنتحرون لديهم كم هائل من المشاكل الدنيوية والنفسية ولكن ماذا عني؟

لست أعيش بالجنة لكن لدي مهنة ومهمة بدأت اتجه بها نحو الأفضل، داخلي فتاة يحلم بها الكثيرون لما الانتحار؟!

أدركت حينها أن هذه الأفكار برأسها تشربتها خلايا عقلها لأن السؤال من الأساس أحمق، إن كانت جادة كان عليها أن تسأل : هل تملكين السبب الكافي للإنتحار وليس هل تملكين الإرادة؟ طردت الأفكار الغبية من رأسها وأدركت أنها لم تجرؤ أبدا على الأقدام على الأنتحار مهما كان السبب أغمضت عينيها لثواني كل  ما كانت تعلمه أن الموت كان على قيد الحلة منها لكنها تركته ومضت زمت الفتاة شفتيها، وضغطت أناملها متفادية النظر قاومت وبشدة رغبتها في إسناد رأسها على الطاولة وإغلاق عينيها لإراحة عقلها المكدود في صبيحة اليوم التالي كانت والدتها تركض والدموع فوق وجنتيها متجهة نحو الفوج لاستقبال لالتعازي وهنا أ1عتكفت داخل حجرتها لتنزوي بأحد الأركان لتنام قليلاً لكن ابى النوم أن يأتيها ساءت حالتها النفسية عانت من

 

اكتئاب حاد مكثت بالمستشفى قرابة شهر جافاها النوم أصبحت مدمنة على أدوية الإكتئاب المنومة توهم بأن الموت

يحاصرها، تصرخ بين الفينة والأخرى حتى تفقد وعيها لم تفت كانت ترقد عاجزة فوق الفراش لوهلة تاه عن ذاكرتها ما حدث

بدت حجرة المستشفى فخمة، لأن المصباح فوق رأسها لم يتذبذب ولو لمرة واحدة، تحركت بحذر خشية الألم، المخدر كان يعمل جيدا على ما يبدو لأنها لم تشعر سوى بالدوار أسترخت قليلاً حتى تتزن أنفاسها بعد برهة من الوقت بدأت تعتدل جالسة مقاومة الدوار تحدق في السقف الأبيض بلا مبالاة تحاول حصر عدد الساعات التي قضتها بين الوعي واللاوعي .. بعد مضي فترة زمنية قصيرة ذات يوم في إحدى الممرات الباردة أثار انتباهها عبق من ربح الماضي، تبعته ما أن وصلت إلى رقي ملفات المرضى التقته يقلب بصفحات بين يديه وعلى محض الصدفة كان ملفها الطبي بعض الصدف

يسوقها الله إليك تكون أجمل من ألف إختيار وخير من كل أحلامك، أحس بخطوات خفيفة خلفه استدار ورأها عندما رأها أطال التحديق إليها بادلله النظر، باغتت الكتلة العضلية أسفل ضلوعه لوهلة قسمات وجهها تحولت من الدهشة إلى الابتسام فابتسم بدوره، بدأ يشعر بغرابة الموقف، لذا ألجم أنبهاره الطفولي بالفتاة، بقيت ترمقه بصمت أصابته بالارتباك فارتجف رغماً عنه ، بدأ صوتها المخملي ) اتسعت عيناها مندهشة كررت نفس السؤال من ؟؟! قال : بلقيس، قالت أنا!!! قائلا أحقاً يالها من صدفة شرفت بالتعرف ينساب قائلة : من أنت أجاب : أنا فارس الطبيب النفسي لإحدى النزيلات هنا أجابت بلا مبالاة من منهن : أجاب النزيلة بلقيس عليك.. أومات برأسها خجلاً سأغادر حجرتي عذراً منك.. تمتم قائلاً ما هذه الفتاة بعد مرور ساعة على هذا اللقاء أثناء أول جلسة علاج جلست هادئة تنظر إلى النافذة المشمسة خلفه، تفادت النظر إليه و بدأ من الواضح أنها تنتظر فبادرته بالحديث.

للفزع أطال التحديق إليها بادلته النظر العينين السوداويتين اللتان طالعته بهما من بين سلاسل السواد المتناثرة حول وجهها توتر حركاتها الطفيفة كان واضحاً، سأكون مبتذلا إن قلت إنها جميلة.. لكنها كانت بالفعل جميلة هي جميلة بطريقة مثيرة الشاحب أبتسم ثم دفن وجهه بين الأوراق الذي وضعها فوق الطاولة، تاركا الفرصة الأحمق خلف ضلوعه كي يجمع شتاته ، وبدأ التفكير بجدية أكبر بادر بقوله: أسمك بلقيس.. صحيح تقول الأوراق إنك نزيلة هنا : قرابة شهر لا تحمل الأوراق وصفا واحداً مفيداً بشأنك لذا لنترك هذا الهراء جانباً.

أنهى كلامه متوجاً إياه بأبتسامة مزاح وهو يقلب الأوراق رأسا على عقب ويعقد يده ناظراً إليها استراتيجية تخفيف الأجواء بمزحة من بين طرق بدء الحوار مع مريض لأنها ليديك كشخص يهتم فعلا لا كشرطي استجواب لكن تعبيرات الفتاة لم تتغير، لم تعط رد فعل إيجابي أو دفاعي بل بقيت ترمله بصمت وثبات أصابته بالارتباك ماذا؟ هل أسأت استخدام المقدمة فأتت فيتذلة بطريقة أو بأخرى شعر بالحرج وهو يعيد ترتيب الأوراق، أدى الحرج لإصابته بالتوتر لثوان كانت كافية ليتبدد إعجابه السابق بالفتاة، بدأ بالحديث من جديد أدعى فارس… على الأرجح أخبرك الطبيب المسؤول هنا بقدومي قاطع نفسه فبتسماً وهو يعاود النظر إليها طالعته ذات التعبيرات الثابته شعور غير مريح بأن الحديث يتخذ مجرى شخصياً. وإنه هبط من موقعه خلف المدفع ليجلس بالجهة الأخرى النظرة المرتقبة بعينيها دفعت عائلة للغليان، صاح هل تسمعيني أم أحدث نفسي هنا؟!!

أطبق فمه فوراً وحدق نحو اللاشيء بفزع وتسمر بعقل خام هنيهة عجز عن تصديق ما بدر منه قالت مازال أمامك طريق طويل دكتور باغته الصوت المخملي، فرفع عينيه نحوها تلقائيا، كانت تبتسم برزانة وهي تتفحص وجهه المتغضن لم تبدو مستاءة لكن للمرة الثانية شعر أنه تحت المجهر أمام نظراتها الثابتة تلك أنساب صوتها بهدوء، وبهذه الجملة أستلم دفة حديث طال… كأنه وقع عقداً شفهياً، أبتسمت بلقيس بارتياح وهو عاجز عن مقاطعتها أو تحويل انتباهه وأكمل الحديث الذي أستغرق ساعة كاملة أنهت جملتها، وقد انمحت أي تعبيرات من وجهها الشاحب، فتح فمه ليحثها على المتابعة، لكن في هذه اللحظة انزلق باب الحجرة مفتوحاً، ليدلف المعرض فعلياً انتهاء الوقت لم يكن لينجح كطبيب نفسي لو لم تكن لديه القدرة على ضبط نفسه، لا ينكر انه كان متوتر، ربما خالف بعض الشيء مما هو مقدم عليه الفترة القادمة قرر اتخاذ خطوة إيجابية كالاتصال بخطيبته “نسرين” “ما إن قرر النهوض لجذب الهاتف وقعت عيناه للمرة الثانية على الملف البارز فوق منضدة الغرفة سرت القشعريرة بظهره جين وجد صوت بلقيس طريقة بالانبعاث من بين خيالاته مرة أخرى وقد تسمر في مكانه للحظات ثم تراجع مبتعداً أنا أولي الموضوع اهتماماً أكبر من اللازم، هذا واضح بلقيس مريضتي الفتاة مريضة انا أعالجها، سأطرح أسئلة سنجيب بلا مبالاة وسأنتزع منها الحديث أملا التقرير اللعين وأقدمه بعدها تخرج من حياتي والمستشفى بالكامل، تمسك بالفكرة وأخرج الهاتف اللعين ليهاتف نسرين لمعالجة الأمور وأغلق الهاتف لا تزال شبه مستاءة، لكن في الواقع لا شيء على ما يرام خلف صوتها.. أتى صوت بلقيس .. فنتهزا الفرصة يؤرق عقله من جديد. ما باله هكذا صار محاصراً بين امرأتين. حاول تجاهل كلتيهما، لكن هذا لم يجد نفعاً ماتزال أحداهما تجذب كلما أرخت الأخرى جبالها بعد مرور الوقت أدركت أن أمانيها قد تتحقق، لم تكن زياراته تطول لكنه كان يترك بداخلها شعلة حين يقارب لهبها الحمود يعود ليو قده من جديد بعد الزيارات تلك كانت تستيقظ حاملة كما هائل من السعادة. يم كانت تفكر؟ لاتدري ؟ لكن حثها عقلها على الابتعاد بعد معرفة أن الطبيب فارس لديه خطيبة. اتصل بها ليخبرها أنه راغب في لقائها كانت متوترة ولا ألومها، لكنها هي من وافقت على الخطبة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى