الأدب والشعر

يوميات السائق حسن

الكاتب :سمير الشحيمى

الكاتب :سمير الشحيمى

التكاسي (سيارات الأجرة) منتشرة بكل مكان بالعالم وفي كل بقعه بكل دولة، أصحاب التكاسي يركب معهم من جميع الفئات من الزبائن رجل إمرأة غني فقير الصاحي المجنون السعيد الحزين أبن البلد وافد سائح، بطل قصتنا السائق حسن من صنع خيال الكاتب راح نعيش معاه كل لحضه وهو خلف مقود سيارته التاكسي.

 

داخل سيارة الأجرة

( ياربي من الصبح لين اللحين ما ركب معاي غير زبون واحد) يتحدث حسن بتذمر وهو يقود سيارته الكامري موديل 2005 تحمل شعار الأجرة أشر له أحد الماره بالشارع توقف له حسن أنزل له النافذة حسن قائلا: هلا وين رايح؟

الزبون: وزارة الأسكان يا ولدي.

حسن : أركب يا عمي تفضل.

ركب الزبون وهو رجل كبير بالسن بعض الشيء.

قال حسن : الله يعطيك العافيه يا عمي طالع بهالجو الحار بروحك.

الزبون: شو أسوي يا ولدي محد معاي أغلبهم مداومين وعايشين بعيد عني واللي باقي معاي أعيالي الصغار من حرمتي الثانيه.

حسن: ما شاء الله متزوج ثنتين عساك على القوه.

الزبون : الحمدلله.

حسن : أكيد طلع أسمك بسحب بيوت المستحقين عشان كذيه رايح تراجعهم.

الزبون: لا والله بعدني أنتظر من 10 سنوات للحين ما طلع أسمي.

حسن مستغرب: 10 سنوات يالله وين ساكن اللحين؟

الزبون: أنا متقاعد من سنين وحالياً مستأجر شقة فيها غرفتين لين ربك يفرجها.

حسن : الله المستعان يا عمي بصراحه الله يكون بعونك ويفرج همك.

الزبون : جزاك الله خير.

وصل حسن لموقع الوزارة أخرج الزبون من جيبه مبلغ المشوار حلف حسن ماياخذ المبلغ رغم إصرار الزبون بلأخير نزل الزبون من السياره وهو يدعوا لحسن بالتوفيق ويسهل أمره.

جلس حسن يفكر مع نفسه : يعني هذا اللحين من 10 سنين وهو ماطلع إسمه لبيوت المستحقين وهو باين عليه أنه مستحق ووضعه مايساعد يكون ساكن بأجار كيف أنا إذا قدمت متى راح يطلع أسمي لما أصير شايب حشى لله،هذا أنا معاي ولد وبنت وساكن ببيت أجار وماملحق وأنا على شغلت التاكسي كيف هو رجل متقاعد كان الله بالعون لازم أسير أقدم من بكرة على مساعدة سكنيه عشان ما أتعب بعدين مادمت بعدني شباب بصحتي وعافيتي. شوي رن جهازه النقال رساله من زوجته بالوات ساب شاف الراسله وقال : هاي الشغله اغراض البيت وطلبات اللي متخلص.

وهو بالطريق أشر له أحد الماره ووقف جنبه وركب على طول وقال له: ياخوي وصلني محطة الباصات بسرعه ماباقي غير 10 دقايق ويتحرك الباص.

حسن: أنا مش طياره الحبيب هاي سياره على هاي الزحمه يبالنا ربع ساعه عشان نوصل للمحطة.

الزبون: تحرك دخيلك لحق على الباص.

تحرك حسن بسرعه ووسط الزحام وصل للمحطة ولكن للأسف تحرك الباص وقال له الزبون: ياربي تحرك الباص لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم كيف أروح العاصمه اللحين.

حسن : أنت أساساً ليش متأخر على الباص ومالتزمت بموعده.

الزبون: كنت أجيب أغراض للبيت لأن محد معاي غير أمي ومحد معاها غيري قلت أوفر كل شي عندها بالبيت لين أروح العاصمه وأرجع.

حسن : عندك شغل ضروري بالعاصمه؟

الزبون: يالله الحمدلله كان معاي مقابله بكره لوظيفة بس يالله الله كريم،اراد الزبون النزول ولكن منعه حسن قائلا: أجلس مكانك بنسير نلحق على الباص.

الزبون : خلاص راح.

حسن : أركب وخلي الباقي علي.

انطلق حسن بسرعه الصاروخ لاحقاً بالباص وبعد 10 دقايق وجد الباص خارج المدينة يقف لتزود بالوقود ووقف بجنبه ونزل الزبون وهو يشكر حسن وأعطاه مبلغ التوصيل مع اكراميه كبيره وقال حسن : عطيتني مبلغ كبير.

الزبون : تستاهل ياخوي خدمتني خدمة العمر والله تستاهل وزود ياالله باي.

ركب الزبون الباص وحسن ينظر له وهو يقول : الحمدلله على فضله، أحس بجوع برجع البيت اشوف زوجتي جمانه شو طابخه على الغدا.

وانطلق حسن عائدا إلى منزله واستقبلته عائلته بفرح.

 

انتهت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى