الأدب والشعر

لغز مقتل محمد آل عيسى..الجزء الثامن

زينة سليم سالم البلوشي

زينة سليم سالم البلوشي

خيوط جديدة  

مع تقدم التحقيق بدأ المحقق “علي الأنصاري” في جمع الأدلة بشكل أكثر دقة وتركيز كان يشعر بأن الحقيقة تبتعد عنه كلما اقترب منها لكن شيئا في داخله كان يهمس له بأن كل خيط جديد سيقوده إلى الإجابة التي طالما سعى لها قرر أن يستدعي الطبيب الشرعي مرة أخرى للحصول على تفاصيل إضافية حول المادة السامة التي تم العثور عليها في جسد الضحية

عندما وصل الطبيب إلى المركز بدأ يشرح التفاصيل الدقيقة للمادة السامة التي تسببت في وفاة “محمد آل عيسى” أكد الطبيب أن المادة كانت نادرة للغاية وكانت تستخدم في بعض الأحيان في حالات الاغتيال المدبرة بعناية كان الحديث عن المادة يثير القشعريرة في قلب المحقق كان هذا بمثابة جرس إنذار قوي له إذ أدرك أن الجريمة لم تكن عفوية بل كانت مدبرة بشكل دقيق من شخص يعرف ما يفعله تماما

بدأ المحقق في البحث عن مصدر هذه المادة السامة اتصل بأحد خبراء السموم الذي أخبره أن هذه المادة يمكن أن تشترى من بعض المتاجر الخاصة التي تتعامل في المواد الكيميائية السامة أدرك المحقق أن عليه أن يتتبع هذه المعلومات بأقصى سرعة وأن يبحث في كل زاوية قد تحتوي على سر خفي

في تلك اللحظة قرر المحقق أن يستدعي “أفلح” المساعد الشخصي للضحية مرة أخرى كان لديه شعور قوي بأنه قد يكون على علاقة وثيقة بالمادة السامة خاصة بعد أن عرف أن المادة يمكن شراؤها من متاجر خاصة عندما واجه المحقق “أفلح” بهذه المعلومات الجديدة بدأ الأخير يتوتر بشكل ملحوظ تشتت عينيه وأصبح وجهه شاحبا أكثر من المعتاد

سأل المحقق هل اشتريت أي مواد غريبة مؤخرا أجاب “أفلح” بسرعة لا ليس على الإطلاق ولكن المحقق لم يكن مقتنعا كان لديه دليل قوي على أن “أفلح” كان قد زار المتجر الذي يبيع تلك المادة السامة قبل يوم من الجريمة كان يعلم أن هذا ليس مجرد صدفة وأن “أفلح” كان يلعب لعبة أكبر من تلك التي يظهرها للآخرين

في تلك اللحظة قرر المحقق أن يستدعي “سعاد” مرة أخرى الابنة التي كانت قد عادت للتو من عطلتها لم تكن ملامح “سعاد” مطمئنة فقد بدا عليها التوتر بشكل غير عادي سألها المحقق عن سبب غيابها الطويل لكنها كانت تتجنب الإجابة بشكل واضح وتحاول تدارك كلماتها كما لو أنها تبحث عن أعذار جاهزة

بدأ المحقق يشعر بأن هناك شيئا ما تخفيه “سعاد” خاصة عندما عرض عليها المعلومات الجديدة التي تربط “أفلح” بالمادة السامة كان يراقب تعابير وجهها بعناية وفي تلك اللحظة بدأت “سعاد” تتلعثم في حديثها

سألها المحقق سؤال ليستدرجها لعله يتمكن من اكتشاف الحقيقة المخبأة هل كنت تعرفين أن ‘أفلح’ كان يشتري مواد سامة؟ كانت عيون “سعاد” تبتعد عن عينيه وتنظر إلى الأرض كما لو أنها تبحث عن كلمات لتبرر موقفها أجابت بصوت منخفض لا لم أكن أعرف لكننا نعيش في هذا المنزل وكل واحد منا يملك أسراره الخاصة

أثناء استجواب “سعاد” بدأ المحقق يلاحظ أن هناك قطعا من اللغز بدأت تنكشف أمامه لكنه كان يحتاج إلى المزيد من الأدلة ثم قرر أن يستدعي “مريم” الخادمة مرة أخرى وهي الشخصية التي كانت على اتصال دائم بكل شيء يحدث في القصر سألها المحقق عن أي شيء غير عادي قد لاحظته في تلك الليلة التي قتل فيها “محمد آل عيسى”

بدأت “مريم” في الحديث بحذر وكانت كلماتها تخرج بصعوبة قالت في تلك الليلة شممت رائحة غريبة في المكتب لكنني لم أعرها اهتماما في البداية توقفت لحظة وكأنها كانت تسترجع اللحظة في ذهنها ثم أضافت لكن تذكرت شيئا آخر لقد رأيت ‘أفلح’ يدخل المكتب لكنني لم أكن أعتقد أنه كان يفعل شيئا فهو دائم التواجد مع سيدي

هنا بدأ المحقق يشعر بأن الأمور قد بدأت تأخذ منحى غامضا إذا كانت “مريم” قد رأت “أفلح” يدخل المكتب فهذا يعني أن “أفلح” كان لديه الفرصة للوصول إلى “محمد” في تلك الليلة وقد يكون هو الشخص الذي أدار الخيوط في الجريمة بأيدي خفية

بعد ذلك قرر المحقق أن يستدعي “سيف” الحارس الذي كان دائما يحرس القصر سأل “سيف” عن أي شيء غير عادي قد رآه في تلك الليلة قال “سيف” إنه كان في الخارج طوال الليل ولم يكن يتواجد في الداخل أبدا الا في حالات استدعاه و انه لم

يرى او اسمع اي شي و لم يكن هناك اي أمور تثير الغرابه

بدأ المحقق يشعر بأن الأمور تتجه نحو تعقيد أكبر كان لديه شعور متزايد بأن هناك شبكة من الأسرار تحيط بهذه الجريمة وأن كل فرد في العائلة لديه دور غامض في هذه القصة كان لديه شعور قوي بأن “أفلح” و”سعاد” يخفيان شيئا مشتركا ربما يكونان قد ارتكبا الجريمة معا أو كان أحدهما متورطا بعمق

قرر المحقق أن يركز على “أفلح” و”سعاد” وأصبح لديه يقين متزايد أن أحدهما كان على علاقة مباشرة بالجريمة وكان الوقت قد حان لاستجوابهما بشكل أكثر قوة كان يعتقد أن الحقيقة على بعد خطوة واحدة ولكن أي خيط سيصل به إلى القاتل؟

 

يتبع…….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى