الشاعر محمد عبد العزيز رمضان
أيا دنيا حان لنفسي الرحيل
وما عاد يغني بكائي الطويل
وما الدنيا إلا متاع قليل
وحلو الحياة بصبر جميل
وشر المآل بحمل ثقيل
وفي الصالحات شفاء العليل
وفي الطالحات ستهوى ذليل
وكم طاب عيش بظل ظليل
أيا دنيا هيا إلى الباقيات
ودع عنك غى فذاك الممات
حذار حذار من المغريات
وإياك يوماً من المهلكات
فعش فيها حراً بطول الثبات
ستنجو بنفس من السائمات
فيا نفسي كوني من الذاكرات
غداً قد تكوني من الراحلات
أيا دنيا طاب لنفسي الرجوع
إلى الله حتى ننال الخشوع
بذكر صلاة وطول الدموع
فنيل الجنان بذاك الخضوع
أيا دنيا حان لنفسي الغروب
فكيف النجاة وكيف الهروب
وعند الإله تهون الخطوب
ولا تطمعن بماض كذوب
ولا تهملن كثير الذنوب
فتلقى هلاك بشتى الدروب
أيا دنيا كيف يطيب البقاء
وعند الإله يحين القضاء
فلا مستقر بدنيا الفناء
حياة وموت نجاة شقاء
فبادر بصوم وطول الرجاء
تكن في سلام بذاك اللقاء
تنل كل خير جميل العطاء
فعند الإله يكون الجزاء
أيا دنيا إني سأغدو طليق
فلا مال يغني ولا ذا الصديق
فعد العتاد لذاك الطريق
فإما النعيم وإما الحريق
فقبر يوسع وقبر يضيق
وصحبة خير بخير رفيق
