حكاية محرزيه


الشاعر : عبدالله بن سالم السعدي
يا ليلُ أخبرني أأنتَ العاشقُ
أم أنّ قلبي في الغرامِ مُمزَّقُ
أبثُّ في سمعِ النجومِ حكايتي
والدمعُ يجري والجوانحُ تخفقُ
يا بنتَ خالدَ يا بهاءَ محاسنٍ
يا غيثَ روحٍ في الجفافِ تَدَفّقُ
هامتْ بكِ الأرواحُ حتّى ظنَّها
في الحبِّ نارًا والحنينُ محرَّقُ
مزّقتِ قلبي كالثمارِ بسيفِها
وغدوتُ كالغصنِ اليتيمِ يُحرَّقُ
نزعتْ يداكِ الروحَ مني غدرَةً
وأتيتِ كالطيفِ الحبيبِ يُصدَّقُ
ما كنتُ أحسبُ أن تعودي بعدما
جرحَ الفراقُ والزمانُ مُضيِّقُ
لكنْ أتيتِ كالغديرِ لعطشِهِ
أو كالمُزارعِ والمزونُ تُغدِقُ
يا عودةً أحيتْ رمادَ مشاعري
فالحبُّ أنتِ وكلّ دربٍ يُرفَقُ
عبّرتُ عنكِ وللبيانِ فصاحةٌ
لكنّ شوقي في الجنانِ أعمقُ
يا بنتَ محرزٍ ويا تاجَ العُلا
ويا منارًا للعيونِ يُشرِّقُ
الوردُ في خدَّيكِ صارَ معطِّرًا
والليلُ في شعركِ الجميلِ مُعلَّقُ
خصرٌ كغصنِ البانِ يحكي رشاقةً
وسناكِ بدرٌ في السماءِ يُصدِّقُ
يا بسمةً يا مهجتي يا راحتي
أنتِ الحنانُ وكلّ حلمٍ يُرفَقُ
يا رتاجَ قلبٍ إن حبّكِ عبادةٌ
وبِهِ يطيبُ العمرُ وهو مُصدَّقُ
عودي فما بعدَ الوصالِ سوى النقا
والحبُّ أنتِ وكلُّ دربٍ أُوثِقُ