حكاية سحر عبدالله .. الفصل الثامن عشر
الله غالب على أمره
كلما دقيت في أرض وتد من رداء الحظ أصابتني حصاة.
عندما علمت بحملي ارتعبت، فلقد أيقنت أن زوجي لن يرحمني إذا أتت فتاة هذه المرة. وليس هو فقط بل حتى أهله ، المجتمع أيضا للأسف ،حينها سوف أحصل على لقب أم البنات عن جدارة واستحقاق، وإن كان الأمر متروك إللى ، فأنا أتشرف بهذا اللقب ،فمن أجمل من البنات هن أجمل الكائنات ،ولكن وكتبت باللون الأسود زوجي ورسمت دمعة كبيرة جنب زوجي ، لن يرضي بأن أنجب فتاة أخرى.
أخر حوار جري بيني وبينه في هذا الشأن، كان صادما ،فقد صرح بأنه يريد طفل بأي طريقة فلما ،قلت له تلك إرادة الله عزوجل وليس لنا نحن البشر دخل فيها ،صرخ في وجهي وقال : بل المشكلة منك أنت ،تبا لك لا تنجبي إلا البنات ،ألم تري زوجة أخي لديها ثلاثة صبية ،وأنت لا تقدري على إنجاب صبي واحد، سكت على تلك الإهانة ، و كأن أنا من يحدد الإنجاب، فقلت له على مضض : وإذا جاءت فتاة ماذا سوف تفعل ؟ فقال :لا هذه المرة سنأخذ احتياطاتنا. نظرت إليه بدهشة وقلت له :كيف ذلك ! اخفض صوته قليلا وأنتم تعلمون، أن البيت يجمعنا مع أهله،والحيطان لها أذان. قال :لقد أقترح علي أحد الأصدقاء أن نخضع لعمل عملية لتحديد نوع الجنين . لم أستوعب أولا ما قاله وبعد صمت قلت له :ولكن هذا تدخل منا ويخالف شرع الله . ألتفت اللى والحيرة تعصف به فقال :ليس هناك ما يغضب الله في ذلك . وأنا أيضآ كنت حائرة وخائفة فقلت :هل سألت علماء الدين ؟ زوجي : لا لم أسأل وما أفعله ليس به ما يغضب الله. لأول مرة تأتيني الشجاعة فقلت له وبحسم :أنا سوف أسال وأتأكد من ذلك،وفعلا لم أكذب خبر ،وسألت وعلمت من أهل العلم أن تلك العملية حرام وغير جائزة شرعا ،لأنها بالفعل تدخل منا في أمر الله عزوجل ،وعندما واجهت زوجي بذلك ،غضب كثيرا ورمي بالكرسي الخشبي في وجهي ولولا رحمة الله بي لأصابني ذلك الكرسي في وجهي،وشدني من شعري قائلا وبصوت غاضب :أنا أريد أن أنجب الولد بأي شكل من الأشكال وليذهب كلامك إلى الجحيم.
طبعا لم أحاول أن اشتد معه في الحوار حتى لا تكبر المشكلة ،ولكن مع مرور الأيام ومع اقتراب الإنجاب ،بدأت تحدث معي أشياء غريبة،كنت أرى خيالات لأشكال مخيفة،كنت أشعر بالرعب وعندما أخبر زوجي ،كان يضحك ويقول :إنها مجرد خيالات فقط لا تقلقي. تلك الفترة كانت صعبة جدا خاصة أنني كنت أحاول إخفاء شعور الخوف وأن تأتي المولودة أنثى ،وكنت أدعو الله كثيرا بأن يأتي ذكر على حسب رغبة زوجي وأيضا رغبتي ،لا أنكر ذلك ،والله لكي ارتاح ،وكتبت سحر وبخط أسود كبير و يكاد الحزن يقتلها.
لقد جاء المولود أنثى والله الغالب على أمره ….
غدا نلتقي أحبتى.