قصة نجود .. الفصل الخامس عشر


فايل المطاعنى_ عمان
من قصص الواقع
لم ترتاح شيماء لرؤية ،نجود ،فتلك الحاسة التي تحملها في قلبها تقول لها ،هذه لم تكن زائرة عادية ،بل هي أكبر من ذلك ،وأظن هذه الفتاة التي فضلها علي ، اختارها لتكون زوجة له و تركني أنا ابنة خالته ،وخطيبته ،منذ الصغر ،وبكت وهي تتذكر ذلك اليوم ، الذي تنتظر ارجوع من العاصمة لتخبره أنها بحبه له ،انتظرت اثنان وعشرون سنة ،لكي تبوح بحبها له،وسرحت بخيالها إلى البعيد ، ثم
قالت:
بعثرتُ روحي في هواكِ حُطاما
وأحلتُ قلبي للشجون مقاما
وأرقتُ دمعي جدولاً بصبابتي
وحزِنتُ حتّى صارَ ليلي عاما
إنّي ألفتُ الحُزنَ بعدَكِ فاملأ
صدري الكليمَ محبةً وسلاما
وتحسسي بيديكَ جُرحي علّهُ
يُشفى وينسى بعدَك الآلاما
كفّاكِ أبرعُ من طبيبٍ حاذقٍ
درسَ العلومَ وعالجَ الأسقاما
ونحلتُ حتّى كدتُ أغدو إبرةً
وأخرُّ رغمَ تجلُّدي استسلاما
وسهرتُ حتى صارَ ليلي سرمداً
وغدا النهارُ لناظريَّ ظلاما
ويبيتُ طيفُكِ عابثاً بخواطري
وأبيتُ أستجدي الجفونَ مناما
أوكلما أغمضتُ طرفي فزّني
لك طارئ فيزيدُني استفهاما
من أين جئتِ وكيفَ صيّرتِ الرؤى
إني عشقتُكِ ضِعفَ قيس صامتاً
والعشق أسمى أن يكون كلاما
خبأت عشقَك في الضلوعِ فإذا به
ينمو حدائقَ سوسنٍ وخُزامى
فعلامَ أكتمُ والدموعُ شواهدٌ
ومشاعري تستنطقُ الأقلام
ونزل المطر الأسود أودية على وجهها ،وقالت بهمس، ولدت ولم أرى الا علي ،لم أعرف رجلا غيره ،ولم أحب رجلا غيره ،كان الاتفاق ،بين أسرة علي و اسرتنا حلما نكبر نتزوج،أنا وعلي ،اذن نحن لبعض منذ نعومة اظافرنا، ابتسمت شيماء وهي تتذكر، ايام طفولتها ،عندما كنا في المدرسة ،كان علي يخاف عليها ،وعندما يتعرض لي أحد الصبية الاشقياء ،يتعارك معهم من اجلي ،فانا حبيبته ،وزوجته المستقبلية ، وفجأة تحولت تلك لحظة الفرح المفاجئة إلى بكاء ،وهي تقول : احببت علي ،بكل مشاعري ، ، ولمست وجهها بيديها قائلة و بصوت هامس: أنا أجمل من ،تلك الفتاة الغريبة ملامحها أجنبية ،اممم ،ما الذي أعجب علي بتلك الأجنبية ؟ سؤال لم تستطيع الإجابة عليه ،فقط قالت : مات علي ،ولا أحد يستطيع الإجابة غيره على سؤالي. وأخذت تتذكر ،وتتذكر طفولتها مع حبيب عمرها ،
وقالت :كبرنا وكل واحد تعلق بالثاني وصمتت ثم قالت : أقصد أنا تعلقت به ،ولم أتصور زوج إلا علي ، رفضت،شباب الحارة من أجله،صحيح هو لم ينطق بكلمة إعجاب واحدة ولكن خالتي معجبة بي وتقول لي :أنت خطيبة إبني ولن تذهبي لأحد غيره، وتعلق قلبي الصغير به،لم ينبض قلبي لرجل،غيره ،أصبح هو فارس أحلامي ، تفاجئت ذات ليلة يقول لوالدتي , بأن صديقه حمد يريد أن يتقدم لي،كان سعيد وكأنني أخته وجاني عريس جيد هو يعرفه ،ولكن أنا غضبت غضبا شديدا ، لم أتصور أن علي يريدني لغيره ،كيف ،ونحن مخطوبين ،منذ الطفولة ،وانهمر المطر الأسود وسأل ، ولم تستطيع السيطرة عليه،وقالت ويكاد ضربات قلبها تسمعها كل النسوة الحاضرات : بموت علي ،مات الرجل الذي أحببته ،وقالت بحزن شيماء :يا لي من فتاة غير محظوظه ،الأجنبية سرقت قلب حبيبي ،والموت سرق جسده ،وأصبحت أنا بلا جسد ولا قلب .
لم يصبر سالم كثيرا ،وكان متذمر ،وهو يقول
سالم : هذا الذي أسمه عبدالله لم يعجبني ،هو يعلم أن ابنته مغرمة بي ،فلماذا الإنتظار إلى الأسبوع القادم ،فقط كلمة ورد غطاها ،يا موافقين أو موافقين ،وقال ضاحكا لا توجد كلمة أخرى ، يجب أن يشكروا الله على أنني اخترت ابنتهم لتكون زوجة لي ،ولكن لماذا كل هذا التأخير ، جاءتني فكرة ،سوف أتصل بنجود لكي تستعجل والدها في الرد ،فأنا أعلم أن نجود موافقة ولكن المشكلة في أبيها ،يريد أن يتصرف و كأن ، ابنته ،اخر حبة في الكرتونه ،وضحك وهو يتصل بنجود .
يتبع