مرشده يوسف فلمبان
كانت واثقة بأن حروف الحب في دفاتر الكلمات ماتت كما ماتت المشاعر في قلبها.. وفي عينيها إنكسارات ذاك القلب..
قتل الحب في قلبها كما قتل قلبها.. حكم على مشاعرها دون أن يراعي إحساسها.. تبكي وحدها على جنازة قلبها المغتال المضرج بدماء الغدر والخيانه.. كانت تثق به ثقة عمياء.. لم تشك يومََا بإخلاصه لها وصدق حبه.. كانا يسرحان في تلك الدار الجميلة بظلال الحب الوارفة.. تسكنها محبة طاغية.. تفيض سعادة وقناعة.. ظلت تتنفس نسائم الفجر.. وتمر بخيالهامشاهد من شريط الذكريات الجميلة.. وبقيت تحت ركام ذكريات ذوت وتلاشت ملامح الجمال التي عاشت في ظلاله سنوات من أجمل سنوات عمرها.. ولكن لاسعادة دائمة.. تلك هي الحياة.
أستقلت عربتها.. ذهبت إلى عملها فهي محامية مبدعة في عملها.. في زحمة عملها فجأة نسيت أوراقََا هامة في درج مكتبها بمنزلها.. خرجت مسرعة إلى بيتها.. صعدت إلى شقتها.. وكان وقع الصدمة قاسيََا.. وانتابتها حالة من الذهول والإحباط.. حين سمعت صوت نسائي صادر من غرفة نومها.. فتحت الباب وكانت الصدمة أعنف حيث شاهدت زوجها مع صديقة عمرها في عناق حار على فراش الزوجية.. تفاجأ الإثنان بوجودها.. أندست العاهرة خلف لحاف الفسق والفجور.. والزوجة المخدوعة مشدوهة بما وقعت عليها عيناها.. سرعان ماتوارت عنهما.. وجبروت الألم والصدمة يعتصر خافقها.. ودموعها تنساب من مقلتيها.. لقد خاب ظنها في حبيبها وشريك عمرها.. أعتقدت أن ذاك الحبيب هو ملاذها وصدره هو المتكأ حين تعصف بها أحداث الحياة.. ولكنه صفعها بقسوة كما صفعتها الأزمان في طفولتها.. مسحت عبراتها وهي في أوج ألمها من هول الصدمة.. مسحت دموعََا أنسدلت على وجنتيها تحرقهما كما تحرق النارسنابل القمح.
حاول زوجها مرارََا وتكرارََا إعادة المياه إلى مجاريها.. ولكن كيف ترمم كسور قلبها؟؟ فكرامتها أقوى من الحب.. ومن الحب ماقتل..
قررت أن تحيا لذاتها وتشبعها سعادة وقناعة.. وتلقي خلف ظهرها ذكريات العمر المجروح.. وتتجاهل كل منغصات الحياة
وتتحدى لجج الإنهزام والتقهقر.. وتدير ظهرها لمن لايستحق حبها واهتمامها!!!
دائمََا تشدو بنغمة تغناها صوت الأرض /لاتصدق أو تأمل إن حبي هو.. هو.. ما اتغير
بعد هجرك بعد غدرك.. بعد تغييرك تغير!!
