اليكسيثيميا

بين مستنكر ومناشد ؛ فلان وعلّان .
أحدهما يستنكر ( فلان ) فيجرّد المفردة من معناها إلى معناه ليصف فلان الذي يكثر من المديح بالمجامل أو بمعناه ( المطبّل ~ المنافق ) ، والآخر : لأنه يرى المجاملة بمثابة الأدرينالين والمجامل بمثابة الأخصائي النفسي القادر على تحفيز ذلك الهرمون يناشد ( علّان ) : (احترم شعوري أو جاملني على الأقل ) .
في الحقيقة لستُ هنا لكي أختلف أو أتفق لكني أتساءل : لماذا فلان لأنه جامل في الحديث يصفه البعض بالمجامل أو بمعناهم 🙁 البكّاش ، المنافق )؟! ، وعلّان الذي يتمادى ويقسو في الحديث يصفهُ البعض ( بالصريح أو مابقلبه على لسانه ) !!.
إذا ما تأملنا قليلاً فالمستنكر لفلان و المناشد لعلّان هم زوايا إطار المجتمع إذا لم تتزن الأضلاع الأربعة ، فالبرواز قد يصبح شبه منحرف والصورة قد تصبح مهزوزة إن لم نحبط بعضنا البعض حفزنا بعضنا البعض ( بطنش أو طنّش ) .
تخبرنا الحياة : أنّ من يَخْدُّش الأحاسيس ذات يوم ستؤلمه الجروح . وإن كان كما يقال : ( مدح الرجّال في وجهه مذمة ) فمن وجهة نظري الجمال الذي لاتصدحه الأفواه في الوجوه لن يكون أجمل في الخفاء ، والأم التي قالت لطفلها ( أنت عبقري ) ليست منافقة بل توماس أديسون الذي عرفه العالم بأعظم مخترع ماكان ليكون لولا تلك المواسية . والمجتمع الذي انقسم بين مستنكر ومناشد لا أظنه سيختار عند العشرة بل سيصاب بحالة من عدم الإتزان : لايتقن عندما يجامل ، وعندما يجامل لايتزن . يعني من الأخير ( اليكسيثيميا ) .