حُكماء الثرثرةِ


فهد الطائفي
طَبيعةُ البشرِ تهوى التّميزَ .
وتَهوى شُعورَ انعكاساتهِ في عُيونِ الآخرينَ ؛ حينَ يظهرُ في ردَّاتِ أفعالهمْ .
لذلك -وعلى الدَّوام- اختارَ الأسلوبَ اللائق والشَّخص الملائم أثناءَ حديثك “بإيجابيةٍ” عنْ نفسكَ ، لكيْ تظلّ مرغوباً فيك.واسْتحضِر ما قالَه الشاعر :
ملأى السنابل تنحني بتواضعٍ
والفارغات رؤوسهنَ شوامخُ
فهوِّنَ على الآخرينَ عناءَ التفكير وضُغوطاتِ الحياة ، ووهَن الرُّوح أثناء الحَديث!
جسمكَ رياضيٌ وتمتلكُ بُنياناً عضلياً متناسقاً ؛ إذن لا داعي للانسياقِ بالحديثِ عنْ الرشاقةِ أمامَ شخصٍ مترهلٍ ويمتلكُ بطناً دائرية!
ولأنَ رفاهيّةَ أبنائكَ ومستقبلهمْ الدراسيُ يهمكَ .
فمنْ الأجدرِ بك عدم الحديثِ عنْ حجمِ مصروفاتِ المدارسِ الخاصّةِ لأبنائكَ والكماليات المرافقة ، قبالةَ إنسان مغلولُ اليدين ؛ ضربتهِ المِحن وتراكمتْ عليهِ الديون! فتُشعِرُه بالحرجِ حدَ الأحتراقِ ،في تكاليفِ المعيشةِ الباهظةِ ، والأشياء التي يحاولُ نيلَها لأبنائه ولا يستطيع تأمينها .
المرأةُ الصالحةُ مصباح منيرْ لأهلها ولبيتِها .
فإذا تحدثتْ عنْ أهلِ بيتكَ فراعيَ شُعور ” المخلوعِ التعيسِ” الذي لمْ تحْنُ الحياة عليهِ بأنثى “طرف عينها أحور ناعمة الكفين” تبادله المشاعرَ!
ترفّقْ – يا رعاكَ اللهُ – بأصحابِ الأحداثِ المأساويةِ والعلاقاتِ الزوّجيةِ المضطربةِ وقُلوب بعض الأزواج المتمرِّدةِ!
سيدي الحكيمُ الثرثار!
الكثير ما زالَ يبحثُ عنْ وظيفةٍ!
إنَّها الرّغبةُ الأكيدةُ التي يحملها العاطلُ في صدرهِ كلَ يومٍ ، وقت معاناتهِ في البحثِ عنْ فرصةِ عملٍ لتشرق آمالهِ – منْ جديدٍ – فلا تسردُ مغامراتكَ وحكاياتكَ ويومياتكَ الشاقةَ وأعمالكَ الفدائيةَ في منصِبك حينَ تواجُدهِ .
لرُبما تؤذي شخصا يحبكُ منْ كلِّ قلبهِ فتتركهُ بحديثكَ عالقاً بينَ مصيرينِ .
فلكُلٍّ أنماطٌ متعددة وطرائقَ معيشةٍ مختلفةٍ فجبرُ الخواطرِ يحيي الآمال في القلوبِ ، وتذوقِ الكلامِ قبلَ نُطقهِ يجعلهُ أصدقَ وأعمقَ وأرقَّ وأوفقَ .
دُمتمْ بخير