جفاف المشاعر


شاهر عبدالواسع الأثوري
تبدَّى في سماك فقلتَ: غارا
وجاء إلى حِماك فقلتَ:سارا
وأقبلَ بالوداد فقلتَ: جَافَى
وأنصفَ في هواك فقلتَ: جارا
أتجفو من يحن إليك دوماً؟!
ولو ملك الجناح إليك طارا
له قلبٌ يفيض إليك شوقاً
كأمواج البحار إذا تتارى
أتهجرني بلا سببٍ وإني؟!
جعلت لك الفؤاد حِمىً ودارا
كأنك تحسب الأشواق عيباً
وتعتبر الوداد خَزَىً وعارا
ألا يا ليت قلبك جاء قلبي
ومن وجدٍ بداخلهِ استعارا
لكان اليوم للعشاق رمزاً
وصار لكل ذي ولهٍ شعارا
أتحسب أن أمرَ الحب جُرماً
ومن قد قال ذلك فيه؛ مارى
فإن الحب يسكن كل قلبٍ
وإن أخفى لواعجه ووارى
أعدل مَن أتاك يريد قُرباً؟
أرى لك لا تطيق له جوارا!
فمن يا صاح علَّمك التجافي؟
وهجري مَن عليك بهِ أشارا؟
لقد أمست مشاعره.. جماداً
فيأبى أن يحسَّ وأن يُثارا
وقد جَفَّت عواطفه وماتت
وأضحت في تَصَحرِها قِفارا
فأشجان المُحب إليه تسري
فترجع من تجاهلهِ حيارى
تفوق في الصدود وفاز فيهِ
وأسرف في الجفاء فلا يُبارى