الأدب والشعر

حال الخَلق

شاهر عبدالواسع الأثوري

شاهر عبدالواسع الأثوري

يَبيتُ الليل دون الناس آرِقْ

حَليفُ الهمِّ والصَّبُّ المُفارقْ

 

وإنَّ الشَّوقَ نَارٌ في الحنايا

وتحرقُ مِن لظاها كلَّ عاشقْ

 

وما جدوى الحياة لمن حياها

ببحرِ الغمِّ والأحزانِ غَارقْ

 

تأمَّلْ في الزَّمان وما حَواهُ

وحال الخَلق من ماضٍ ولاحقْ

 

ستلقى الأولينَ مضوا وزالوا

وإنَّ الآخرينَ بهم لواحقْ

 

ولا سَعدٌ يَظلُّ ولا سرورٌ

ولا حُزنٌ يَدومُ على الخَلائقْ

 

ولكن هكذا يومٌ..بيومٍ

مِن الحالين كلّ الناسِ ذائقْ

 

ففي يومٍ يكون الجوُّ صَحواً

وفي يومٍ نَرى غيماً وبارقْ

 

ولا يَهمي السُّرورُ عليكَ دوماً

ولن تبقى طوال العُمر ضائِقْ

 

فبادر في فعال الخير تعلو

وكُنْ في القولِ إمَّا قُلت صادقْ

 

فما أخزى وأقبح في البرايا

مِن الكذابِ والشخصِ المُنافقْ

 

تمسَّك بالحِسانِ مِن السجايا

وفعل السوء والفحشاء فارقْ

 

فشرُّ الخَلق مَن بالشرِّ يأتي

ومَن تلقاهُ في الأفعالِ فاسقْ

 

وإن أعطاكَ ربُّ العرشِ مالاً

فكنْ بالبذلِ والإحسانِ سَابقْ

 

ولا تَنهرْ لمسكينٍ ضعيفٍ

إذا يوماً لبابِكَ جاءَ طارقْ

 

فإنَّكَ تاركٌ للمالِ حتماً

وما جَمعت يَداكَ لهُ مُفارقْ

 

ولا تَخشَ مِن الإملاقِ يوماً

فإنَّ اللهَ للعصفور رازقْ

 

أتخشى الفقرَ والمنانُ يَهمي؟!

بفضلٍ مِن لدُنهُ يَفيضُ دافقْ

 

هو العدلُ الرحيم، أما تَراهُ؟

وقد رزقَ الحمام مع البواشقْ

 

ولا تأكلْ حقوق النَّاس ظُلماً

وحسبك أن يُقالَ: فُلان سارقْ

 

وإيَّاكَ الحُدود مِن التعدِّي

فمَن يَقربْ حُدود اللهِ فَاسقْ

 

ولا تَظلمْ فإنَّ الظُّلمَ شؤمٌ

على أصحابهِ الويلات سائقْ

 

وإنَّ الفُحشَ بالإنسانِ يُزري

وسوء الفعلِ للأمجادِ عائقْ

 

وقَابلْ مَن لقيتَ بقولِ حُسنى

فسوء القولِ مثل النارِ حارقْ

 

ومهما زيَّنوا للكذب وجهاً

ففي يومٍ ستنكشف الحقائقْ

 

فعِش باللهِ مُعتصماً دواماً

وكُنْ بالخَالقِ الرحمن واثقْ

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى