إحياء الذكرى التاسعة والسبعين لوفاة الأديب التونسي محمد البشروش


صديقة التستورى _
نظمت جمعية حسِّ الثقافية الفنية مؤخرا فعالية ثقافية إبداعية ضمن ملتقى احياء الذكرى التاسعة والسبعين لوفاة الأديب محمد البشروش بدار شعبان الفهري
افتتح اللقاء الثقافي بكلمة ترحيبية من الأستاذة لمياء بالشيخ إبراهيم رئيسة جمعية حس بدار شعبان، حيث قدمت اللقاء و عرفت بإيجاز الأديب الراحل محمد البشروش، مرحبة بالضيوف الأفاضل و هم السادة علي ضيف الله المسؤول السابق بالمندوبية الجهوية للتربية بنابل و رئيس جمعية المتقاعدين بدار شعبان و بالأستاذ محمد الحبيب باباي و الأستاذ الشاعر لطفي عبد الواحد و بالأستاذ الإعلامي رفيق بالرزاقة و بالسيدة فاتن بن سلامة مديرة المدرسة الإعدادية بدار شعبان الفهري .و الشاعر حبيب مبروك زيطاري .
ثم قدم الفنان حسام زقدان مع تلاميذه بالمدرسة وصلة غنائية من التراث التونسي الأصيل.
و أثر ذلك قدم الأستاذ لطفي عبد الواحد مداخلة قيمة تحدث فيها عن حياة الأديب الكبير محمد البشروش صديق الشاعر الكبير أبي القاسم الشابي. و رحب بدوره بالسيدات و السادة المحترمين ضيوف الملتقى ،كما شارك بعض التلاميذ في محاولة لتعريفهم بالأديب محمد البشروش.
وذكر الأستاذ لطفي عبد الواحد علاقة الصداقة القوية و الكبيرة التي جمعت محمد البشروش بأبي القاسم الشابي.
إذ تنبأ البشروش ان الشابي سيكون له شأن كبير بفضل عبقريته كشاعر سامق، وكان محمد البشروش اول من ترجم قصائد أبي القاسم الشابي إلى اللغة الفرنسية،
وتحدث أنه درس البشروش في دار المعلمين العليا بتونس باللغتين العربية و الفرنسية.
الأدب الذي تركه لنا الأديب محمد البشروش متنوع، حيث كتب في الشعر “خواطر مجنحة و كان قصاصا و له مجموعة من أجمل القصص. و في قصصه تحدث عن مدينة دار شعبان و عن مدينة نابل ،و قد كانت قصصه وثيقة مهمة وصف فيها احياء مدينة دار شعبان
و قرأ الأستاذ لطفي عبد الواحد فقرة قصيرة مما كتبه الأديب محمد البشروش عن وصفه لحقول الفلفل و الملوخية في الطريق الفاصل بين مدينتي دار شعبان و نابل.
وكتب البشروش ايضا في النقد، و لقي انتقادات من معاصريه لما كتبه من نقد لبعض كتاب جيله.
و قد خص البشروش مقالات نقدية قيمة عن صديق عمره أبي القاسم الشابي. كما كتب مقالات عن الفن التشكيلي و الرسم و المسرح و سائر الفنون.
و كتب الشعر، و لكن قصائده لم تكن كثيرة و لكنها كانت جيدة….
أثر ذلك عاد الفنان حسام زقدان مع تلاميذه في بعض الأناشيد،منها أغنية “أحكيلك عليها”
ثم طلب الأستاذ لطفي عبد الواحد من الأستاذ حبيب باباي أن يقول كلمة عن الأديب محمد البشروش، مشجعا التلاميذ أن يطلعوا على حياة أديب مدينتهم و يعتزوا به و يستأنسوا بخبرته الكبيرة،داعيا اياهم ان يكثفوا من المطالعة . كما قدم السيد علي ضيف الله كلمة أبرز فيها أهمية الحفاظ على موروث الأديب محمد البشروش و دعى التلاميذ إلى الإهتمام بالموروث الأدبي للبشروش.
و عبر الأستاذ لطفي عبد الواحد عن ألمه و حزنه لما أصاب دار الثقافة بدار شعبان سنة 2011 من عمل إجرامي من طرف مجرمين أعداء الوطن، الذين أحرقوا ذلك الفضاء الثقافي و كان مفخرة المعمار الأصيل بدار شعبان، و المؤسف انه لم يتم تعهد دار الثقافة إلى اليوم بالإصلاحات لتعود إلى سالف أنشطتها.
ثم أعطى الأستاذ لطفي عبد الواحد الكلمة للتلاميذ أن يعبروا عن آرائهم حول الأديب محمد البشروش و أن يطرحوا اي سؤال تبادر إلى أذهانهم. و قد ابدع التلميذ محمد إياد بن عربية في مداخلته عن معاناة الشعب
الفلسطيني المناضل.
من جانبه أكد الأستاذ لطفي عبد الواحد
على ضرورة اهتمام التلاميذ بدراستهم و دعاهم إلى الإجتهاد و قراءة قصائد أبي القاسم الشابي لأنها تمنحهم الطاقة الإيجابية الخلاقة، ..و تنافس التلاميذ في طرح أسئلة ذكية و كذلك أجوبة مقنعة أثارت في بعضهم الرغبة في المزيد من المشاركة المميزة لما لقيته كلمات الأستاذ عبد الواحد من تأثير محفز لهم.
وكانت مداخلات كل التلاميذ و التلميذات ممتازة تعبر عن ذكائهم و اجتهادهم و تفوقهم في الدراسة، فمدينة دار شعبان ولادة حقا .
واعقب ذلك قراءات شعرية من الشعراء الحاضرين
ويعتبر الأديب البشروش ثالث أدباء الإصلاح في تونس في الثلث الأول من القرن العشرين مع محمد الجليدي و أبي القاسم الشابي…
وقد ولد البشروش سنة 1911 بدار شعبان الفهري ورحل عن الحياة سنة 1944 وهذا يعني أنه لم يعمر طويلا ورغم قصر حياته فإنه برز بشكل مدهش في التأليف القصصي والشعر وترجم عديد الأعمال لمجموعة من الشعراء الفرنسيين على غرار لامرتين وفيرلان ورامبو وحاول محمد البشروش في أدبه الجمع بين قطبين متضادين الأصالة والتجديد وهو رهان عمل على كسبه فكان له ما أراد.