Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

الناي

بقلم /أبوطالب دغريري

بقلم /أبوطالب دغريري

آلةٌ نفخية ٌ مُشجية ٌمبكيةٌ حزينةٌ طروبةٌ تشدو فلاتدرى ذلك نوح ٌ أم بوح ، ولحنها يجرى الدمع بالدم ، تصف الألم ومرارة البعد والأحبة ، تشدو بكل مافيها فيرتد الصوت لحناً طروباً يحكى القول والبوح، وقيل عنه أنه قادرٌ على ملامسة أرواح الناس أجمع وإيصال الشعور الذى عجز عنه الكلام ، وهو هواء الروح ونارها.

وصوت الناى ذلك الصوت العذب الحزين الذى يصور صورة موسيقية الجمال في الروح ويأخذ مسامعنا إلى الإصغاء إلى طربياته الجميلة ، عندما يزمر المُزمر على زبير الوله بين حقول الذرة الرفيعة والدخن المُندل، لينافس تغريد العصافير الشجية ليجاوز الحدود والطرقات والمسامع والقلوب بآهاته وآناته ،وتصنع ُ آلة الناي غالباً من قصب السكر ليصبح عزفها أحلى من السكر ، ويعشق الرجال العزف على الناي ويستهوى النسوة سماعها ، وصوت الناي حزين ٌ مبهج وقد كتب فيه الشعراء وامتدحوه ومن جميل ماقرأته للشاعر الكبير حسن أبوعلة :

أسمعت يا ناي فاحكي

واسكب دموع التشكي

لله أنات شــــــــــــاك

تنساب في حسن سبكي

تبدي الذي أنت تخفي

في النفس من غير شك

أبكاك طول التنائي

والنأي إن طال يبكي

وقال عنه جلال الدين الرومي “نار العشق هي التي نشبت في الناي ، وغليان العشق هو الذي سرى فى الخمر ، والناي صديق لكل من افترق عن أليفه ، ولقد مزقت أنغامه الحجب عنا ، فمن رأى كالناي سما وترياقا، ومن رأى كالناي نجيا ومشتاقا ، إن الناي يتحدث عن الطريق المليء بالدماء، والناي هو الذي يروي قصص عشق المجنون.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى