Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

قراءة في رواية طقوس الشرنقة للكاتبة سيرين حسن  

شكل رواية طقوس الشرنقة صدمة للقارئ لأنها تغوض في جانب مظلم في النفس البشرية لا يفطن إليه الناس عادة، أشخاص في الحياة قد يبدون غريبي الأطوار قليلا دون أن يدرك من حولهم الجحيم النفسي الذي يعيشونه، فتزداد حالتهم سوءًا حتى يصلوا لدرجة مخيفة من الجنون يصعب على العقل البشري تصديقه.

العنوان هو العتبة الأولى للولوج إلى أي نص، ومن خلاله يمكن الكشف عن خبايا أي نص وفك غموضه، لكن حين ننظر إلى عنوان هذه الرواية (طقوس الشرنقة) نزداد حيرة وغموضًا وبعد القراءة نكتشف أن الشرنقة هي ريتاج التي تشرنقت حول نفسها بعد وفاة أمها وشعورها بالذنب لأنها لم تكن معها كي تعطيها الدواء، فمارست طقوسا حاولت من خلالها حريق ماية نفسها من ألم الفقد.

لغة الرواية سهلة، واستخدمت الكاتبة تقنية الراوي العليم في سرد الأحداث، التي قد تبدو منذ الوهلة أحداثا عادية كالتي نراها في الحياة اليومية في كل البيوت إلا أنها تعالج مشكلة معقدة في علم النفس، إذن نحن أمام رواية تندرج تحت ما يسمى بالسهل الممتنع.

توفيت أم ريتاج فانقلب حياة ريتاج ووالدها وإخوتها رأسا على عقب في بداية الأمر ولكنهم جميعا عادوا إلى حياتهم الطبيعية باستثناء ريتاج التي تقوقعت حول نفسها وحاولت جاهدة كي لا تخسر بقية أفراد أسرتها، فأخذت تتصرف كأمها وتعتني بهم، لكنها رأت الجميع يتركونها واحدا تلو الآخر، تزوجت شقيقتها الكبرى نادية وسافرت مع زوجها، رحل شقيقها غانم، والصدمة الكبرى حين تزوج والدها امرأة أخرى تساعده في تدبير أمور البيت، دخلت ريتاج في حالة اكتئاب شديد رسبت قي دراستها وقررت عدم التحدث مع أحد عن ما تشعر به بعد أن رأت أن لا أحد يشعر بها، تقبلت رحيل إخوتها لكنها لم تستطع أن تتقبل عدم اهتمام والدها بها وتعلقت به تعلقا مرضيا أرادت الاحتفاظ به لها وحدها، حالتها تزداد غرابة ولم يفطن أحد إلى حاجتها إلى علاج نفسي.

تعلقها بوالدها جعلها تدبر مكيدة لزوجته واتهمتها زورا بأنها أقامت علاقة مع شقيقها علي فغادرا المنزل، ثم أقنعت آخر أشقائها بالرحيل مع زوجته ولم يبقَ في المنزل سواها ووالدها.

مرض الأب وأصبح مقعدًا بسبب ألم المفاصل وبسبب الألم والحزن على ما جرى له وفقدان أولاده بينما شعرت ريتاج براحة كبيرة وهي تهتم بكل تفاصيله، لاحظ الأب أنها أصبحت مجنونة في كل تصرفاتها، ولا حيلة له، رفضت أن يساعدها أحد في العناية به لذلك لم يعد أحد يزورهم حتى إخوتها، مات والدها فتجاهلت ذلك واستمرت تتحدث إليه كأنه حي وظلت تحاول تنظيفه والتخلص من رائحة الجثة، تعفنت الجثة وتكاثرت البكتيريا فانتقلت العدوى إليها مما أدى بها إلى أن سقطت جثة هامدة بجانب جثة والدها المتآكلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى