على مشارف العمر


د/آمال بوحرب تونس
عند مدخل القرية، كان رجل حكيم يستريح بالقرب من البئر الذي طالما قصدها مع والده الحاج مختار
عندما كان صبيا يتعلم كيف يردُ الماء ،كان يسرع الخطى ليصل قبل والده الى البيت ليسمع من والدته الحكايات الكثار التي تحكى في مسامير القرية، كما كانت أمه تشد من همته فتقول “أصبحت رجلا” ولكن طالما اختبأ وراء يأسه عندما يرى الدلو قد انتصف فأين ذهب الماء ؟
يصل رجل غريب تعرف من نظرته الحيرة والاسئلة الكثيرة عن أهل الدار يريد الاستقرار في القرية يسأل الرجل العجوز:
“أخبرني كيف يبدو الناس في قريتكم ؟ أحب أن أستقر هنا. حيث غادرت قريتي الاقصي البعيدة حيث الناس لئيمون وثرثارون لهذا السبب غادرتهم . الناس هنا متشابهون يجيب الحكيم.
ويمضي الغريب في طريقه ثم يصل الى مقهى صغير وكراسي بالية تحكي قصص من ارتاد هذا المكان دون عنوان
يقول لشيخ رمقه بنظرة خاطفة كان على كرسي على مقربة منه استبد به السؤال ذاته ،
“كيف حال الناس في قريتك؟ أريد أن استقر هنا بينكم ؟ يعاجل مدرس القرية الذي بجانب الشيخ الطاعن بالسن بسؤال مربك غير متوقعٍ
– كيف كان الأشخاص الذين التقيت بهم بين ازقة هذه القرية الصغيرة المتروكة بين أيادي الزمن ،،؟
– لقد وجدت صعوبة في معرفة حالهم
– الناس هنا متعبون من محياهم الذي يبدو أن الزمن صنع أخاديد في تلك الوجوه الشاحبة
كان حاضراً ونحن نتجاذل أطراف الحديث شاب في مقتبل العمر من ابناء القرية.
قال للرجل الغريب : “لا أفهمك معذرة
هل تريد أن تعرف هل نحن أشرار أم طيبون”
بسؤال عابر تريد أن تختصر تجارب من مروا هنا عبر الحقب في هذه الهنيهة ،،! ظل السؤال حائرا
رفع فنجان القهوة ليتذوق طعمها وبمرارة يقول :
الناس هم الناس والأرض هي الأرض
والغريب أن الحياة لم تعلمك إلى الآن بعد كل هذا العمر من هم الناس،،!