مجهول الهوية


ريم العبدلي -ليبيا
أيام قاسية حاصرت ندى فى كافة تفاصيل حياتها ، محاولة تبييضها لكن دون جدوى ،لا تكاد تتنفس حتى تقع فى حادثة أخرى ، وفى يوم من الأيام التى تجلس فيها ندي منذ ساعات الصباح الأولى، تتأمل من نافذتها تسرح بمخيلتها إلى مسافات بعيدة، سمعت رنين هاتفها وهى تتوجه إليه مسرعة، وإذا برقم مجهول الهوية، حاولت التقاط أنفاسها وتفتح سماعة الهاتف قائلة “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، من المتصل؟!!” ،
وإذا بصوت مرتجف يرد هل أنتِ ندى؟
نعم، ومن أنت ؟،
ليس بمهم من أنا ؟!
فقط اتصلت لأعلمك بأن الأيام القادمة ستكون مختلفة ،ربما تكون مخيفة وملونة، تضعك فى اختبار صعب ، ربما تقعين فى حفرة عميقة تقضي على ما تبقى منك ، ربما تنجحين بالخروج ويكون مفتاح الفرج بيديك ، ارتعشت ندى خوفا وهى تنظر أمامها وخلفها ، وينغلق الخط وهي تردد: ألو ألو، وإذا بوضع الحظر يطبق عليها ، خافت ندى كثيرا، تهمس بدخلها: لماذا يا الله كل هذه الاختبارات؟!!
فقد تعبت !
وإذا بصوت الهاتف يرن، تلفتت ندى من حولها، وهى لا زالت جالسة على الكرسي أمام النافذة، ولم تكن المكالمة حدثت فعليا على أرض الواقع ، فقد سرحتْ بالتفكير ، وإذا بالهاتف يدق، واتجهت ندى نحو الهاتف، لتجد رقم مجهول الهوية، فابتعدت خوفا أن يكون ذاك الاتصال حقيقة.