Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

دجاجةٌ وَ ديكٌ

محمد رياني

محمد رياني

يومٌ طويلٌ من أيامِ الصيف، حرٌّ شديدٌ والأشجارُ واقفةٌ لاتتحركُ أغصانُها ولا أوراقُها، اقتربتِ الشمسُ من المغيبِ والغروبُ يبدو بعيدًا وحركةُ الشمسِ بطيئة، في الفناءِ الواسعِ دجاجةٌ رشيقةٌ وخفيفةُ الحركةِ ومعها ديكٌ شاحبٌ مع أنَّ وزنَه ثقيل، أظلمَ المكانُ والهدوءُ يعمُّ الأرجاء ، القططُ تكثرُ في هذا الوقتِ بحثًا عن دجاجةٍ أو ديكٍ بلا مأوى، ومن عادةِ الدجاجِ أن يطيرَ عاليًا في محاولةٍ أو محاولتين أو تزيد حتى ينام في مكانٍ مرتفعٍ لاتقربُه القطط، الدجاجةُ الرشيقةُ طارتْ بخفةٍ واستقرتْ بهدوءٍ وأغمضتْ عينيها لتنامَ من أجلِ أن تبصرَ حبوبَ الصباحِ ووجهَ الشمسِ في يومٍ جديد ، الديكُ المُتعبُ بدا منهكًا في ذلك اليومِ القائضُ ولم تفلح كلُّ محاولاتِه للقفزِ كالعادة، أراد أن يخففَ من حملِه فاستفرغَ وألقى ببعضِ ما في بطنه وأعاد الكرَّة فلم يفلح، دخل في حظيرةٍ قريبةٍ مغلقةٍ واصطدمَ بها كي ينزعَ بعضَ ريشه، فقدَ بعضَ الريشِ وعاد ليلحقَ بالدجاجةِ ويبيتَ سالمًا من بطشِ القططِ فلم ينجح في الصعود ، ظلَّ يدورُ حول المنامةِ العاليةِ والظلامُ في قمةِ السواد، والخوفُ يزداد، أراد أن يصيحَ ليوقظَ الدجاجةَ لتؤنسه على الأرضِ فخافَ من أن تأتي القططُ على صوته، بينما الدجاجةُ في سباتٍ عميقٍ بعدَ نهارٍ سعيدٍ مع الديكِ في البحثِ عن فتاتِ الأرضِ وأحيانًا في المطاردةِ واللهوِ بين الظلال، أخيرًا استسلمَ للواقع، وجدَ فُرجةً في مكانٍ آمنٍ على الأرض، نام حتى الصباح، فرحَ بصياحِ الديَكةِ في الأماكنِ المجاورة، استيقظَ معها وذهب قبلها يبحثُ عن حبوبٍ يسدُّ بها جوعَ الليلِ ويطردُ بقايا الخوفِ الذي بات معه، نزلت الدجاجةُ لتطمئنَّ عليه بعد أن باتت وحيدة، دبَّتْ فيه القوَّةُ في النهار، صعدَ مكانها إلى أعلى وتركها تلهو ، أقبل الليلُ فصعدتْ نحوَه فرحةً بوجوده معها فلم تجده ، هبطَ قبلها إلى الأرضِ لينامَ على الأرض، لم يدخل النومُ في عينيها، نامَ هو على الأرضِ وبقيتْ وحدَها تفرغُ ما في بطنها، أرادتْ أن تفعل مثله فعجزت، هوتْ إلى الأرضِ فلم تجد مكانًا تنام فيه، أصدرتْ صوتًا لعله يسمعها، تسابقتْ إليها القططُ فافترستْها وتركتِ للديكِ الريشَ والحسرة ، صاح مرتين وماتَ قبل أن تنهشَه القطط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى