صاحب النُّور


شاهر عبدالواسع الأثوري
سيدي يا رسول الله
القَلبُ طَافَ عَلَىٰ رُبَاكَ وَهَامَا
وَالشَّوقُ حَلَّقَ فِي سَمَاكَ وَحَامَا
يَا خَيرَ مَن هَتفَ الخَلائِقُ بِاسمِهِ
وأحقّ مَن رَفعَ العَظيمُ مقامَا
مَا طَالَ أَصحَابُ العُروشِ مقامهُ
صَارُوا أمَامَ عُلوِّهِ أقزَامَا
فِي ذِكرِ مِيلاد النَبي مُحَمَّدٍ
الكَونُ أشرَقَ ضَاحِكَاً بَسَّامَا
والطَّيرُ مِن فَوقِ الغُصُونِ مُغَرِّدٌ
يَشدُو اللحونَ وَيَسجَعُ الأنغَامَا
هَذَا الذي بِالنُّورِ جَاءَ مُشَعشعَاً
فَأزالَ عَن وَجهِ الحَيَاةِ ظَلامَا
وَهَمَىٰ وَفَاضَ الخَيرُ مِن أندَائِهِ
وَكسَا القُلوبَ سَكِينَةً وَسَلَامَا
وَكَأنَّهُ بَحرٌ يَفِيضُ عَطَاؤُهُ
أو مِثلُ سَيلٍ نَافِعٍ يَترَامَىٰ
مِن قَبلِهِ عَاشَ العِبَادُ بِظُلمَةٍ
تَاهُوا بِليلٍ غَافِلِينَ نِيَامَا
كَانُوا يَعِيشُونَ الحَيَاةَ بِجَهلِهم
لا يَعرِفُونَ مِن الحَلالِ حَرَامَا
يَا مَن أَتَيتَ إِلى البَريَّةِ مُنذِرَاً
وَمُبشِّراً وَمُعَلِّمَاً وَإمَامَا
قَد كُنتَ مِن فَوقِ المَكارمِ عَالِياً
وَنَشَرتَ دِيِناً قَيِّمَاً يَتسَامَىٰ
مَا كَفَّ نُوركَ بالضيَاءِ وَلا خَبَا
سَيَظلُّ دَومَاً ساطعاً يَتنَامَىٰ
يَا صَاحِبَ المَعرُوفِ مَا بَين الوَرَىٰ
وَعَظِيم مَجدٍ بِالمَكَارِمِ قَامَا
كَانَت حَيَاةُ النَّاسِ قَبلكَ فُرقَةً
فَغَدَت بِفَضلِكَ أُلفةً وَوِئامَا
بِهُدَىٰ الرَّحِيم أتيتَ تَسرِي مُنقِذاً
ونَشرتَ مَا بَينَ الوَرَىٰ الإسلامَا
وَصَنَعتَ مِن أهلِ الظَّلامِ مَشَاعِلاً
صَارُوا هُدَاةً مُهتَدِينَ كِرَامَا
يَا رَحمَةَ اللهِ الرَّحِيم إلى الوَرَىٰ
فَضلُ الكَرِيمِ غَشَىٰ العِبَادَ ودَامَا
قَد كَانَ عَطفكَ بِالخَلائِقِ مِثلمَا
عَطف الكَرِيم عَلَى ضِعَافِ يَتَامَىٰ
يَا خَيرَ مَن وَطئَ الثَّرَى بِنِعَالِهِ
وَأبَرّ مَن صَلَّىٰ الصَّلاةَ وَصَامَا
أَكرِم بِفَضلِكَ يَا مُحَمَّدُ عِندَمَا
أصبَحتَ لِلرُّسلِ الكِرَامِ خِتَامَا
صَلَّىٰ عَلَيكَ اللهُ مَا عَبدٌ دَعَا
مَا سَاقَ رِيحٌ فِيِ السَّماءِ غَمَامَا
مَا خَرَّ عَبدٌ سَاجِدٌ بِصَلاتِهِ
مَا هَبَّ مِن وَضعِ السُّجُودِ وَقَامَا
صَلَّىٰ عَلَيكَ اللهُ مَا نَجمٌ بَدَا
مَا فَاحَ عِطرٌ مِن أرِيجِ خُزَامَىٰ
صَلَّىٰ عَلَيكَ اللهُ مَا بَدرٌ سَرَىٰ
وَالآل وَالصَّحب الكِرَام دَوَامَا
صَلُّوا عَلَيهِ بِأمرِ خَلَّاقِ الوَرَىٰ
وَلتُتبِعُوا بَعد الصَّلاةِ سَلَامَا
القصيدة حائزة على الوسام الذهبي