كيف تشعر اليوم ؟


الكاتبة : ندى فنري
التعبير عن المشاعر حاجة إنسانية و مهارة قابلة للاكتساب .
المشاعر هي الأداة التي نعكس من خلالها إدراكنا للأحداث التي نعيشها .
هناك خيط رفيع بين أن تقمع عواطفك،و بين أن تتحكم بها .
قد يمكننا التحكم بالعقل
إذا انتظمت بالتأمل، و هو عند البوذيون أن تسمح للأفكار السلبية أن ترحل عن طريق تمارين معينة
و التركيز على عدم التعلق ،حيث يجلسون بهدوء و يتنفسون بثبات
و يسمحون للأفكار بالظهور و من ثم التماسك و بعد ذلك يسمحون لها بالمرور
و الذهاب وهذا النهج هو السيطرة على العقل .
سؤال :
هل أنت تقمع مشاعرك
أم تتحكم بها ؟
تعد طريقة التعبير عن المشاعر، أهم من المشاعر ذاتها لأنها هي التي تحدد التعريف الحقيقي لما تشعربه وهي ما تمكنك من إفهام من حولك .
إن آلية القمع العاطفي يستخدمها الناس عندما لا يكون لديهم طريقة مناسبة للتكيف مع مشاعرهم ، وهؤلاء الأشخاص هم الذين ينكرون أو يتجاهلون ردود أفعالهم، تجاه موقف، أو تجربة معينة.
ببساطة اذا استمروا في تجاهلها سيكتشفون أن حياتهم اليومية تتعطل بسبب عدم الشعور بالارتياح ،و سينشأ لديهم فورة عاطفية لا يمكنهم التحكم بها مثال :
عندما تكون في سيارتك
و يقوم شخص مابتجاوزك
في الطريق و تختار عدم الصراخ .
أو إذا كان شريك حياتك، يقول شيئاً مزعجاً، و تختار عدم الرد عليه أو إذا كان زميلك في العمل يثير غضبك باستمرار، بشأن مشروع ما
و تختار عدم قول أي شيء ،فهل أنت تقمع مشاعرك أم تتحكم بها .
لا تقمع مشاعرك …
تعرف عليها ….
اختر الطريقة المناسبة للاستجابة لها،العواطف المكبوتة تؤثر عليك .
عندما تسيطر على عواطفك، و مشاعرك بشكل واعي عليك أن تدرك هل أنت :
غاضب !
حزين !
متذمر !
و تختار ما تفعله تجاه ذلك.
تعلم كيف تختار رد الفعل تجاه المواقف .
أما في الحب ،عش مشاعر الحب لأقصاها
استسلم للذكريات
اتركها تتغلل فيك
عش الفقد ،الحنين
عندما تتواصل مع شريك حياتك ،و إذا كان هناك خلاف احرص على التركيز على التعبير عن مشاعرك
بدل التركيز على المشكلة الفعلية،واستخدم عبارات مثل: “أشعر” أو “شعرت
تجنب استخدام عبارات مثل:
لماذا فعلت ذلك؟
لماذا لم تفعل ذلك؟
تجنب وضع الشخص الآخر في موقف دفاعي .
تجنب استخدام العبارات التي تظهر أنك بصدد توجيه اللوم للشخص المقابل، ينبغي أن تكون مستعدا لسماع وجهة نظر الشخص المقابل واستمع جيدًا لما يقوله
وحاول أن تشعر بما يحس ويمر به .
يجب عليك أن تكون صادقا مع نفسك ومع الآخرين، لذلك لا تتوانى عن قول الحقيقة لنفسك وللطرف الآخر، و إذا شعرت بالغضب يجب أن تعجل بإنهاء المحادثة
وتقترح تأجيلها لمرة أخرى نظرا لأنه الحوار بدأ يتخذ منحى سلبيا .
ينبغي أن تكون مستعدا لسماع وجهة نظر الشخص المقابل
استمع جيدًا، لما يقوله
حاول أن تشعر بما يحس ويمر به .
البعض يعتقد التصرف بصلابة تعطيهم قوة
لكن تذكر :
مثلما تغفر لنفسك ارتكاب بعض الأخطاء، حاول أن تكون متسامحا مع الشخص المقابل وتجاوز المشكلة .
إذا وجدت نفسك غير قادر على إجراء حوار مباشر لتناقش فيه المسائل التي تدور في ذهنك فربما يمكنك كتابة أفكارك على ورقة .
الكتابة يمكن أن تساعدك في توضيح أفكارك والتنفيس عن غضبك .
نصائح لكي تعبر عن مشاعرك بأفضل طريقة:
يجب أن نحدد ما هو الشعور الأساسي وما هو الشعور الفرعي .
يجب تحديد أسباب هذا الانفعال والشعور لكي يساعدك على فهم نفسك، إذ لا يوجد شعور لا يوجد له سبب.
تحديد الطريقة التي سوف تختارها للتعبير عن مشاعرك .
تحديد الطرف الذي أريد التعبير له عن مشاعرك .
هذه المسألة “مهمة”
أحيانا نعبر عن مشاعرنا للشخص الخطأ، الذي يهمش مشاعرنا و يعرضنا للشعور بخيبة أمل، فبتالي يجب عليك أن تختار الشخص المناسب ،والذي سوف يقدر هذا الشعور .
فمثلا إذا نجحت في اختبار معين، أو أنجزت مهمة معينة ،وذهبت لتخبر شخص فأجابك بعدم اكتراث “تمام شو يعني!” هنا سوف تبدأ بسؤال نفسك حول مدى جدية وحقيقة مشاعرك وسوف تشعر أنك بالغت، ويؤدي إلى التهبيط من الشعور الأساسي، وتشعر أنك لم تكن تفهم نفسك.
نحن كبشر حياتنا عبارة عن تفاعل دائم مع من حولنا، لذلك نحن بحاجة إلى أشخاص لديهم القدرة على احتواء وتفهم ما نشعر، يجعلونا قادرين على التعبير عن مشاعرنا مهما كان الظرف صعب.
عملية تحديد المشاعر مع مرور الوقت تصبح شيء تلقائي وطبيعي وعادي وتصبح مهارة معرفة المشاعر والتعبير عنها شيء يسير.
عبر أولا بأول أي ،
لا تعمل على كتم شيء من مشاعرك:
الانفعالية ،وأقصد به المشاعر التي لا نعبر عنها تكون مع الزمن مشكلة انفعالية، تجعل الشخص يعبر بطريقة مبالغ بها في موقف لا يستحق فيختل الميزان، لكن عند التعبير عن المشاعر أولا بأول يتساوى الميزان لأنك تعبر عن مشاعرك في جميع المواقف الصغيرة والكبيرة.
لذلك يجب أن تستخدم مشاعرك أولا بأول مع الأشخاص المقربين ليساعدوك على التخفيف عن نفسك، لكي لا يصبح هناك نوع من المستودع المظلم بداخلك والذي يسحب منك طاقة لا تستحق أن تسحب منك.
طرق التعبير عن المشاعر؟
ميزان المشاعر:
أي أن أزن درجة الشعور والموقف الذي أنا فيه، ويفيدك هذا في إعطاء الشعور المناسب للموقف مثالا:
أريد أن أعبر لشخص عن إعجابي بفعل قام به
أقدر السبب لمعرفة الشعور والانفعال الذي أريد التعبير عنه.
كذلك الأمر إن قدم لي شخص خدمة يجب أن أرفع مستوى التعبير فأستخدم كلمات وعبارات كثيرة مثل شكراً لك ،ويعطيك العافية هذه التعبيرات اللفظية لشعور الامتنان الناتج من الشعور الأساسي وهو الفرح، فيجب أن أوازن بين درجة الشعور والموقف حتى أعرف ما الكلمات ولغة الجسد التي علي أن استخدمها.
إذا كنت شخص حساس يجب أن تختار الشخص المناسب لتعبر عن نفسك أمامه، لكي يقدر مشاعرك وانفعالاتك.
أما اذا كان الشخص الذي أمامك غير حساس فيجب أن تلجأ لطريقة أخرى للتعبير عن مشاعرك له غير الكلام مثل الكتابة، كما عليك أن تنتبه أن المشاعر شيء نبيل والتعبير عنه امتياز لا يستحقه عابر طريق .
ذكر نفسك أن التعبير عن المشاعر هو علاج لك،
لكن لا تجعلها بداية مشكلة لشخص آخر.
المهم أن يدرك كل منا أهمية طرق التعبير ليس فقط لأنفسنا إنما أيضا لمراعاة من حولنا.
في النهاية مهارة التعبير عن المشاعر ،هي حق لكل شخص، وهي واجب على كل شخص لنفسه ألا يجعل مشاعره في منطقة الظلام وطي الكتمان.