اعمل الخير وأرميه في البحر


هاشم الكاف
تعجّبت من مقولةْ “اعمل الخير وأرميه في البحر”
هل هذا القول حقيقة؟
هل هذا ديدن كل فاعل خير؟ ففعل الخير صفة جميلة نثاب عليها، فما الذي نرميه في البحر.
حقًا اقلقتني كثيرًا هذه الجملة، وأتعبني التفكير كثيرًا فيها، فلست أدري من قالها وما قصتها ؟!
إذ لا يكاد يمر يومٌ دون أن نسمع هذا القول ، فهل تصدق فعلًا أن الخير يرمى في البحر ؟!
قيل لي : أن هذا مثل، فقلت حسنًا فعلتم فقد أضفتم لي قلقًا آخر لمعرفة ماذا يعني هذا المثل !
قالوا لي : إن هذا المثل يطلق للحث على فعل الخير ولا تنتظر الشكر من أحد ، ولا يكن همك الشكر من الناس لأن ثواب وجزاء هذا الفعل سيعود عليك بالخير كذلك .
فقررت أن أبحث وأتحرى من هنا ومن هناك، من قريب ومن بعيد، فأخبرني المجربون وللخير فاعلون، ما يذهب عني الظنون .
ولكن لا تصدق اطلاقًا أن شيئًا يرمى في البحر لأن الخير سيعود لك ولو بعد حين، ولو قوبل من البعض بالنكران، فأفعل الخير ولا تبالي. ندرك أن حياتنا اليومية قائمة على الأخذ والعطاء، وهذا لا يعني انتظارمقابل عن كل عمل نعمله، ولكن من المتوقع الشكر والإحترام والتقدير من الشخص المقابل، فحفظ الجميل خلق جليل.
“اعمل خير وأرميه في البحر” لاتصدقهم إن العمل يذهب إلى البحر …لاشيىء يُرمى في البحر ..كل الأشياء ترمى في صحيفتك ..الخير والشر !
العبرة أن الخير لا يذهب هكذا
إعملوا الخير وعلموه وأعلموا أن الله لايضيع مثقال ذرة تأكد بأنه سيعود لك يوم ما ..قد لا يعود من صديق أو قريب أو زميل قدمته له ، ولكن تأكد إن لم يعد من العباد سيعود من رب العباد.