الكاتبة الليبية غالية الذرعاني ” لا شك بأن البيئة هى التي يولد فيها ويعيش فيها “


حوار : ريم العبدلي _ليبيا
غالية يونس محمد حامد (الذرعاني) روائية وقاصة ليبية ، مولودة ومقيمة بمدينة المرج
– المؤهل العلمي : دكتوراة تاريخ حديث ومعاصر 2021م، ماجستير تاريخ إسلامي 2010م ، ودبلوم متوسط لغة
إنجليزية، متحصلة على العديد من الجوائز والتكريمات
فازت روايتها (الحرائق في حدائق التفاح) بمسابقة دار البيان بنغازي 2018م، نالت جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الروائي لسنة 2020م، الدورة العاشرة، والتي أقيمت في الخرطوم، فبراير 2020م، عن رواية (قوارير خاوية).
– نالت الجائزة التشجيعية لجائزة أحمد إبراهيم الفقية للرواية في نسختها الأولى 2020م عن رواية (أم الزين)
– كرمت من قبل بيت المرج الثقافي بتاريخ 23\4\2016م بمناسبة اليوم العالمي للكتاب.
– كرمت بدرع التميز والإبداع من قبل وزارة الثقافة في 31 ديسمبر 2020م.
• تصدرت قصتها كيف طار الجمل فهيم؟ (قصة للأطفال) مسابقة مشروع حكايات ض في ألمانيا . Non-Profit Organization Dortmund, Germany.
– وصلت روايتها (دوامات الزئبق) للقائمة القصيرة للجائزة المغاربية محمد العروسي المطوي في دورتها الأولى في تونس 2022م.
– نالت مجموعتها القصصية (ظلال منكسرة) دعم مقهى أرجوحة الأدبي في المملكة العربية السعودية 2022م (طباعة)، وذلك من بين 70 عملاً.
– فازت قصتها للأطفال (دجاجتي وحيدة) بالمركز الأول للمسابقة التي أقامتها هيئة الحوار الدائم بالمغرب ومجلة الفنون والإعلام، وذلك على مستوى الوطن العربي، في دورتها الأولى 2023م.
صدر لها:
• وعد بربيع آخر ( قصص قصيرة ) دار الفضيل \ بنغازي 2009م
• ثلج يحترق ( قصص قصيرة ) وزراة الثقافة \ 2013م
• نزف ( أقاصيص ) دار مدارك ، المملكة العربية السعودية، 2017م
• الحرائق في حدائق التفاح، رواية، دار البيان، بنغازي 2019م
• قوارير خاوية، رواية، دار الكون، طرابلس، 2021م.
• تسونامي، قصص قصيرة جداً، دار إمكان، طرابلس، 2022م.
• أم الزين، رواية، منشورات بلد الطيوب، طرابلس، 2022م.
• دوامات الزئبق (رواية) مكتبة الكون، طرابلس 2023م
• الحمام ليس للبيع (مجموعى قصصية) مكتبة الكون، طرابلس 2023م
• متاهة الحي الشرقي ( مجموعة قصصية) مكتبة الكون، 2023م
* كيف بدأت علاقتك بكتابة ؟
– لا شك بأن البيئة التي يولد فيها ويعيش فيها أي فرد، تؤثر بشكل مباشر وكبير في تكوينه النفسي، وفي إمكانياته وقدراته، كما تؤثر في أُطر تطلعاته وأحلامه، ولقد حظيت ببيئة مثالية كان لها الأثر الكبير في توجهي نحو الكتابة، والدي (رحمه الله وغفر له) كان معلماً، وكان يحب التفوق والتميز ، سواء بين أولاده، أو بين تلاميذه، وكانت مكتبته تجذبني، فأحاول أن أقلده بمسك الكتاب، والسفر عبر أسطره، وكان هو يسعد بما أفعله، ويشجعني، أما والدتي (رحمها الله) فبرغم أنها لم تكن متعلمة، ولا دخلت مدارس، ولا عرفت القراءة والكتابة بأي شكل، فإنها كانت (حكواتي) من الطراز الأول، وتحفظ الكثير من القصص والسير والأشعار والأمثال التي كانت تسقي بها ذاكرتي المتعطشة للمعرفة، كما أنها كانت تهيئ لي الظروف المناسبة للدراسة والقراءة، وتفخر بما أنجزه، من هنا بدأت أحب القراءة، ومن حب القراءة أحببت الكتابة، فأردت أن أقلد هؤلاء الكتاب الذين أبدعوات تلك القصص، أو الكتابات التي أقرؤها، فهم بشر مثلنا، وهم – إنما أبدعوا كل ذلك الإبداع_- إلا لأنهم بدأو بالخطوة الأولى، الخطوة المتعثرة، التي لا بد لها لكي تستقيم أن نواصل القراءة، ونواصل الكتابة، وذلك لا يرتبط بنجاح معين، أو مرحلة عمرية معينة، بل هو مستمر معنا إلى اللحظة الأخيرة في هذه الحياة، مازلنا نتعلم، ومازالت خطواتنا تشبه تلك الخطوة الأولى.
*- كيف توفقين بين كل انواع الكتابة ـ وفي أي حقل من حقولها تشعرين بااريحيه اكثر ؟
-تلك النشوى التي تحققها لنا الكتابة تجعلنا نخوض في عوالم مختلفة منها، ونحاول تجريب كل أنواع الكتابة، والأنواع الأدبية – آخر الأمر_ يتعلق كل منها بالفكرة المراد تحقيقها، والهدف الذي نسعى إليه، فبعض الأفكار لا يمكن أن يستسيغها، أو يرسم صورتها بجلاء إلا الشعر على سبيل المثال، وهناك من لا يستطيع التعبير عنها سوى القصة، وهكذا، كما أن هدفنا من الكتابة، والفئة العمرية التي ستقرأ لنا، هي ما يحدد نوع الكتابة، أما بخصوص الحقل الذي أشعر فيه بأريحية أكثر، هو الكتابة للطفل، برغم أن العوائق المتعلقة بالرسم والنشر للطفل قد عطلت وصول قصصي إللا الأطفال إلا الآن، رغن أنني خضت تجربة الدخول في المسابقات العربية والعالمية، وتحصلت على مراتب متقدمة في الكتابة للطفل، إلا أنني لم أشعر أنني قدمت للطفل الليبي شيئاً، القصص موجودة، ولكن من يهتم بها ويرسمها ويطبعها وينشرها؟، فالنشر للأطفال مكلف _بحسب ما يقوله الناشرون- ومشكلة النشر للطفل لا يمكن حلها إلا عن طريق وزارة الثقافة، ومن منبركم هذا أوجه النداء للوزارة، بضرورة الاهتمام بالنشر للطفل الليبي، المجال الثاني الذي أجد فيه أريحيه هو الرواية، وخاصة الرواية النفسية.
* تكتبين القصة ومن متعرف عليه بأن القصة فن من فنون الادب حدثينا عن هذا ؟
-الفن القصصي، هو سردٌ لأحداث واقعيّة أو خياليّة، شعراً أو نثراً، وتُروى ليس فقط بهدف إثارة اهتمام السامعين والقراء، وإمتاعهم وتثقيفهم، وإنما بهدف التأثير فيهم أيضاً، وللقصة عناصرها، وأنواعها، التي تتدرج من الومضة،إلى القصة القصيرة جداً، إلى القصة القصيرة، إلى القصة، ثم الرواية، كذلك تختلف أدواتها _ وليس عناصرها- حسب الفئة العمرية وكذلك نوعها، وأدباؤنا الليبيون أبدعوا في كل تلك الأنواع، وخاضوها بالتجربة، وكانت لبعضهم تجارب مميزة، ووصل بعضهم إلى العالمية.
*- كيف يمكن للقاص بأن يصنع عالما مختلفا ؟
-الخيال هو أداة القاص لصنع العالم المختلف، إضافة إلى اللغة التي تمنح ذلك العامل جمالاً خاصاً، يختلف باختلاف الامكانيات، والمحصلة الثقافية لكل كاتب، كما أنه يجب أن يكون للكاتب القدرة على المغامرة، فلا يتردد في الاستشارة والنشر، والمشاركة في المسابقات والجوائز، فالتردد والرهبة هي عامل هدام في نفسية الكاتب، ولا أحد يولد كبيراً، وأنا أشجع الكتاب على المغامرة والمشاركة في المسابقات، ليس من أجل الحوافز المادية فقط، وإنما لأن المشاركة دعم نفسي له، وحافز لمزيد من الإبداع.
* الفضاء الادابي كيف تصفه لنا القاصة الروائية غالية الذرعاني. ؟
-إذا كنتِ تقصدين الفضاء الأدبي الليبي، فهذا سأتحدث عنه باختصار، فالحديث فيه يطول، عن مبدعيه، ومجالاته، ومميزاته، وانجازاته على المستويات :المحلية والعربية والعالمية، وبصفة عامة، أستطيع أن أقول أن الفضاء الأدبي الليبي قد نال درجة من التطور والتقدم لا تقل عن العربية، فبرغم كل المحن التي مرت بها عبر العصور، كان لكل مرحلة مبدعيها، وكانت الأزمات ملهمة للشعراء الليبيين ليودعوا معاناة وطنهم لصدر الشعر، وتساوى في ذلك الرجال والنساء، فكل أسلوبه ومدرسته، أما بخصوص القصة والرواية، فهما برغم حداثتهما المحلية والعربية، إلا أن المبدعون الليبيون استطاعوا تبوأ مكانة مميزة، وبرزت أسماء كبيرة في كل المجالات، وفي الشعر أيضاً، نذكر منهم: أحمد إبراهيم الفقيه، إبراهيم الكوني، محمد المسلاتي، جمعة الفاخري، عائشة الأصفر، عائشة إبراهيم، هؤلاء كأمثلة بسيطة، هم من اسعفتني الذاكرة باسمائهم في العجالة، الأدب الليبي بخير، وهو يتعافى كلما زاد إهتمام الدولة بالمبدعين، وكذلك كلما تحركت عجلة النقد، فالنقد مهم في سبيل الوصول إلى مستويات أفضل.
*كيف تكون لدي القاص رؤية واضحة لأي مشروع يسعي إليه فكريا او ادبيا؟
-القاص عليه أن يكون متمكن من أدواته، ولا يتوقف عن القراءة، فالقراءة هي الزاد الذي يتغذى منه القلم، والقراءة لا تقتصر على مجال معين، فقراءة الشعر بالنسبة للقاص تغذي مخيلته بالصور البلاغية، وتمنح قلمه سمة جمالية، كما أن قراءة الدراسات النقدية، تمنح القاص القدرة على فهم ما يكتب، واختيار الطريقة الأقرب إلى السليمة في كتاباته، وكل أنواع المعرفة ميدة للقاص، التاريخ، علم الاجتماع، الفلسفة،…إلخ ، عليه أن يخصص وقتاً للكتابة، وأفضل الأوقات في رأيي وتجربتي هي تلك التي تعقب الفجر، وعليه أن لا يفوت يوماً واحداً دون أن يكتب، ولو نصف صفحة، أو بضعة أسطر، أن يختار الفكرة ، ويحدد هدفه من الكتابة، ثم يضع الإطار الذي سيصب فيه فكرته، هل هي أبيات من الشعر، أو قصة، أو رواية أو أية مجال آخر، وعليه أخيراً _ وكما قلت سابقاً- أن يغامر، فالمغامرة هي الأساس لمعرفة المزيد، كما أنها الأساس الذي سيدفعنا إلى خطوات أكبر.
*ماذا يشغلك الآن؟
– يشغلني الوطن، وحالة الانقسام والتشظي التي يعيشها، يشغلني المستقبل ولا أرغب أبداً في التخلي عن التفاؤل بشأنه، ويشغلني أن أترك بصمة جميلة في هذه الحياة.
*أي اضافات غابت عني؟
-لم يغب عنكِ شيء أيقونة النشاط والإبداع، حفظك الله ورعاكِ.
* كلمة تكن مسك الختام لحوارنا؟
-اشكرك ريم العبدلى، وأحيي فيك صبرك وتفانيك، وأدعو الله أن يحقق لك كل ما تتمنين