العشاء الأخير.. الفصل الثاني والأخير


الكاتب :سمير الشحيمى
سندس إنتهت من تحضير سفرة الطعام وطبخ مالذ وطاب من المأكولات التي تحبها هيه وناظم فذهبت لغرفتها وإستحمت ولبست أفضل مالديها من ملابس وتزينت بأروع الحلي والمجوهرات وتعطرت من أزكى وأجمل الروائح العطريه؛ ثم أشعلت الشموع على طاولت الطعام ووضعت أغنية رومنسيه كلاسيكيه؛ ناظرت سندس ساعة يدها الساعه الآن 10 مساءً فقالت في نفسها : لقد إقترب موعد وصول حبيبي ناظم.
وفي الشركة يخرج ناظم من مكتبه متجها إلى سيارته وينطلق بها إلى منزله فرأى محل ورد فتوقف أمام المحل وطلب باقة ورد كبيره خليط من زهور الياسمين والروز الأبيض والأحمر وورد البنفسجي خليط من الجمال وأخذها معه؛ يقف بسيارته أمام منزله وفتح الباب فوقعت عينيه على زوجته سندس الجميله وهيه بإنتظاره تقف عند الممر بفستانها الزهري الجميل القصير لحد الركبه وقصير الأكمام إلى الكتف فقتربت منه وأحتضنته وطبعت قبله على خده قائله: لقد أشتقت لك.
ناظم :تبدين بغاية الجمال ورائحتك زكيه تفضلي هذه باقة الورد يا أجمل بستان ورد في حياتي.
سندس تمسك باقة الورد :أشكرك يا حبي هذه الزهور جميله جداً؛ تفضل إلى طاولة الطعام.
فأمسكت سندس يد ناظم واتجهى إلى الطاوله فجلس كل واحد منهما على رأس الطاوله من الجهتين سندس باليسار وناظم يمين الطاوله فقال: هذه الأجواء الرومنسيه لا تفوت.
سندس :أعددت لك أجمل الأطباق التي تحبها.
ناظم : هيا نبدء الأكل فأنا أتضور جوعا.
فبدأ الأكل والشراب وأثناء الأكل قالت سندس: هل تذكر يوم لقائنا الأول؟
ناظم: نعم أذكر قد كانت سنه أولى بالجامعه وكنتي طالبه جديده.
سندس تضحك: نعم لقد كنت لا أفقه أي شي عن أمور الجامعه ولا أعلم أين أذهب.
ناظم يبتسم: وقتها كنتي مرتبكه وساعدتك للوصول إلى مكتب شؤون الطلبه الجدد.
سندس: ياه كانت أيام جميله قضيناها في الجامعه.
ناظم : لقد أسرتي قلبي من أول يوم رأيتك فيها.
سندس بخجل : من ذلك اليوم ونحن أصدقاء وتطورت إلى حب والآن نحن متزوجان من 4 سنوات.
ناظم:بالفعل وكأن قصتنا حدثت بلأمس القريب ومازلنا بالجامعه.
سندس : أنها أيام جميله مضت على علاقتنا كلها حب وتفاهم.
ناظم: يحسدونا على هذه العلاقه الكثير من أصدقائنا ويسألوني دائماً عنك فكنت أجيبهم هيه حبي والأخير.
سندس : وصديقاتي نفس السؤال كيف هو ناظم معك أجاوبهم ليس منه أثنان فهو حبي الأول والأخير؛ ثم أردفت قائله ما رأيك بقطعة لحم الستيك اللذيذه أخترتها بنفسي خصيصاً لك لأنك تحبها ومعها الصوص الخاص الذي تحبه.
ناظم: بالفعل إنها لذيذه جدا وطريه وطازجه؛ شكراً لك يا حب قلبي تصبحين شيف ماهره عندما تريدين طبعاً.
تضحك سندس قائله : بألف عافيه يا زوجي الغالي؛ ثم إسترسلت الحديث قائله: كيف حال سكرتيرتك ياسمين؟
ناظم :إنها بخير تعمل بجد ومنظمه بالمواعيد ودقيقه بكل أعمالي الخاصه.
سندس: إنها مثابره في عملها لترضي مديرها.
ناظم يتوقف عن الأكل ويمسح فمه بالمنديل وقال: عمل السكرتيره متعب ويحتاج لفتاة تكون دقيقه وذكيه ومنظمه.
سندس :أعلم ياحبيبي لذلك هيه كانت معك الأسبوع الماضي بفندق العاصمه الذي أخبرتني إنه معك إجتماع عمل.
ناظم وهو مرتبك: بالفعل لقد كان إجتماع عمل مهم مع شركة هولنديه ولابد أن تكون ياسمين معي بحكم إنها سكرتيرتي.
سندس تنهض وتضع كوب الشاي أمام زوجها وهيه تبتسم وقالت:أعلم ذلك ولكن عملها كسكرتيره ينتهي مع إنتهاء الإجتماع أو إنه يستمر حتى بمكان إقامتك بالفندق؟
ناظم: مالذي تقصدينه ياسندس؟
سندس: وهيه تجلس مقابل زوجها ناظم وتضع رجل على أخرى وتشرب الشاي وقالت: أنا أعلم بعلاقتك مع ياسمين وأنك تخونني معها منذ فتره.
ناظم كانت على وجهه نظرة إرتباك ما طالت إن بدت تتلاشى ويحل مكانها نظرة جديه ويعتدل بجلسته ويتكلم بصوت كله ثقه:منذ متى وأنتي على علم بذلك؟
سندس: منذ شهرين عندما كنت معك في رحلتنا البحريه على اليخت؛ وضعت هاتفك على الطاوله وذهبت لإحضار بعض الشراب سمعت صوت رسائل هاتفك فحدني الفضول وفتحت جهازك ورأيت بإن سكرتيرتك المحبوبه ياسمين أرسلت لك صورتها وهيه بلبس سباحه ثم أرسلت رساله نصيه تسألك إذا لون البكيني أعجبك أو لا.
ناظم وهو يبتسم : آخ من النساء وكيف لك أن تتحملي كل هذه المده وتظلي صامته ولم تحدثي أي ضجه بسبب هذا الموضوع.
سندس : تحملت من أجل هذا اليوم المميز الذي أعد لك فيه عشائك الأخير قبل أن تسافر غدا إلى جزر المالديف مع ياسمين.
ناظم يضحك وهو يقف ويخرج من جيبه سيجاره يولعها وينفث دخانها ثم قال: وهل تعلمين أيضا بموضوع سفري لجزر المالديف؟
صفق لها واسترسل حديثه : أهنئك بالفعل أنتي ذكيه أكثر مما توقعت.
سندس: لا تنسى أنا زوجة أذكى رجل أعمال السيد ناظم.
ناظم: لكن ألم تسألي نفسك لماذا أنا فعلت ذلك؟
سندس : ناظم كفاك أنت رجل حالك حال أي رجل مستعد أن يخون زوجته مع أو فرصه تتاح له وأنا لا ألومك فأنت رجل مليونير وتبحث عن الأفضل دائماً.
ناظم : لكن هذا الشيء لا دخل له؛ إن أكثر شيء يجعل الرجل يخون زوجته أو يتمالك نفسه أن يرتكب جريمه عندما يكتشف خيانة زوجته له.
سندس : كيف ذلك هل تتهمني بخيانتك؟
ناظم يمسك هاتفه الجوال ويرن هاتف سندس فتحت هاتفها مقطع فيديو أرسله ناظم لها ثم قال: نعم عندما أرى زوجتي تخونني؛ أحس ناظم بألم في صدره وأكمل حديثه :مع عامل الحديقة وفي فراش الزوجيه هنا لابد أن أرجع الأمور إلى طبيعتها.
سندس تقترب من ناظم وتضع يدها على وجه ناظم قائله: عندما يبتعد الزوج عن زوجته ولا يحسسها بوجودها مالذي تنتظر منها؟
ناظم يتألم بصدره ويفتح زر قميصه ليتنفس جيدا وقال: هذا ليس بعذر أنا أعمل لمن؟
سندس : أنا إمرأه أريد أحد أن يهتم بي.
ناظم يجلس على أقرب كرسي وهو يلتقط أنفاسه : مالذي يحدث لي؟
سندس تجلس عند قدميه وتقول : لا ترهق نفسك بالحديث ياحبيبي فالسم الذي وضعته لك في طعامك يبدء الآن يتسلل في دمك رويدا رويدا حتى ينهي حياتك.
ناظم بصوت يتألم متقطع: أيتها اللعينه… أيتها…النكره
سندس: اش اش لا تتحدث كثيراً لكي لا تفقد قوتك وفرها لأجل أنفاسك الأخيره.
ثم نهضت وقبلت ناظم على خده ثم رجعت إلى طاولت الطعام وأمسكت باقة الورد التي أحضرها ناظم وأخذت تشم رائحتها بعمق وقالت : يالها من زهور يافعه ورائحتها فواحه يالك من رومنسي يا عزيزي ناظم.
ثم أكملت شرب شرابها المتبقي وعندما إنتهت منه تحركت لتصعد لغرفتها فالطابق الثاني تاركه ناظم يعاني من آثار السم القاتل ولكن أحست سندس بألم هيه الأخرى بصدرها لا تستطيع ألتقاط أنفاسها دقات قلبها غير منتظمه بدأت تتعرق بطئت حركتها فقالت في نفسها : قطعة اللحم والصوص المسموم كان في طعامه وليس في طعامي ولكن ماهذا الإحساس المؤلم الذي أشعر به كأنني تناولت سم ما؟
ناظم يكح وتنظر له سندس التي إدكئت على أقرب طاوله أمامها وتنظر لناظم الذي ينظر لها وهو يبتسم بخبث وقال وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه: إنها باقة ورد جميله ولكن لا يغرك جمالها ياحلوتي.
سندس تقع على الأرض يا إلهي باقة الورد مسمومه كان يخطط ناظم التخلص مني أيضاً أيها القذر.
تزحف سندس على الأرض حتى وصلت إلى قدمي ناظم الذي قد فارق الحياه واللتقطت أنفاسها الأخيره فلحقت به.
إنتهت.