الكاتب فايل المطاعنى
. ( حامل الكفن )
لم يبقي عن أنتهاء الرحلة إلا مائتي كيلو ،وتنتهي أغرب رحلة قمت بها في حياتي طبعا لحد الأن ! احاول أن أكتب كل شي ولا أترك شي مما يقوله مصطفي وكأن الوقت يداهمني فقلت له ماذا بعد الرحيل من منزل والدك و استقبال عائلة زوجتك لك ؟ حدثني عن تلك المرحلة من أكيد مرحلة مهمة من مراحل حياتك ؟ وبالنهاية كيف أتيت إلى عمان ولماذا عمان لما لم تذهب إلى دولة خليجية أخرى؟ رمقتني بنظرة متعجبة! وكأن لسان حاله يقول :أيها الصحفي كيف أستطيع الإجابة عن تلك الأسئلة في ثواني أصمت قليلا ودعني أحدثك عن أغرب ما قد تسمعه مني فقلت له متحمس :عق علومك؟★ فضحك السائق وقال موضح لمصطفي : الصحفي يقصد أن تقول ما لديك من أخبار بسرعة فقال يحاول أن يقلدني (أعق علومي ) فضحكت و ضحك مصطفي وأضاف بعدها ولكن بصوت خافت :لا أظن هذا صحفي إلا مجنون ! ولكن بعدها أستمر قائلا : بعد الأستقرار في إحدى بيوت خوالي جاء اللى أحدهم وقال بعد أن سكت فترة وبعدها قال : يا مصطفي يا إبني نحن ليس لنا مقدرة على أهل الصعيد، وأين ما تذهب سوف تراهم في طريقك. تعلم أنهم يبحثوا عنك فلديهم ثأر معاك ولا يوجد من ينقذك منهم فحاول أن تحل تلك المشكلة بحكمة وروية فقلت له وأنا أنظر إلى زوجتي وابنائي :كيف لي أن أحل هذه المشكلة وقد أستعصت وأغلقت كل الطرق.هذا ليس خلاف على قطعة أرض أو مبلغ من المال. أنه الثأر يا خالي والثأر لا يحل إلا بالدم هذه عاداتنا، ولا أظن هناك حل إلا بقتلي هنا بكت زوجتي بكاء شديد وطوقتني بيديها أحسست بعدها أن حياتي لا تساوي شيئا بدونها وبكيت وأنا أسئل نفسي : ما ذنب زوجتي وابنائي أن يعانوا نتيجة عمل شيطاني أنا قمت به ولكن فجأة،صرخت زوجتي وبصوت عالي: أنا لدي الحل ..أنا لدي الحل فقلت له وكأن الدماء رجعت إلى جسدي من جديد ما هو الحل يا أم أحمد؟
فقالت : تحمل كفنك بيدك وتذهب إلى بيت العم عبدالله و تسلم نفسك إليه نظرت إليها وقلبي يكاد يخرج من قفصي الصدري وخالي يقول : لا حول ولا قوة الا بالله .
…يتبع ★عق علوم : من الجمل التي يستخدمها العمانيون ودلالة على الاستعجال في اتيان الخبر فيقول لصاحبه عق علومك أي بمعني حدثني بما تحمل من أخبار وبسرعة.
