الفضيلة في سطور 

من المتعارف عليه روحيا وأجتماعيا ومن ركائز الأيمان أن الله لقد خلق الإنسان لكي يعمر الأرض ويبنيها ولكن هذه المهمة لم تكن هي وحدها الموكلة إلى الإنسان فحسب ولكنه خلق لكي يحقق الفضيلة أيضاً وإذا ما وقفنا أمام إنجازات الإنسان المادية في تعمير الأرض، وجدناها دوماً معرضة في أي لحظة للأندثار، ونظرة واحدة إلى الحضارات العمرانية والبنيان الهائل الذي خلفته الأمم السابقة من بني الإنسان عبر كل العصور لا تلبث أن تندثر وتصبح مجرد آثار في حين أن الفضيلة تبقى أبداً مشرقة وضاءة مهما تراكم عليها الزمن وتكون الحضارة أكثر عظمة وسمواً وأزدهارا إذا ما تمازجت إن لم نقل أنطلقت، من الفضيلة لأن الدين يلح على أن الفضيلة هي الغاية الرئيسية والحقيقية للإنسان وأن الحياة تجربة شاقة قُدر على الإنسان أن يخوضها أمتحاناً له في تحقيق الفضيلة وتجسيدها في واقع حياته وعلاقاته، وكثيراً ما يُفهم من معنى الفضيلة أنها تعني جانب العبادات فقط، وهذا فهم ضيق من أهم سلبياته أنه يجزء الأخلاق فيفصل بين العبادات والمعاملات في حين أن الفضيلة في أهم معانيها تعني العدل والمساواة والحرية بأوسع صورها وتعني المعاملات أيضاً ومن ثم فإنها تعني الأخلاق، وهكذا نجد أن الدين هو في واقع الأمر يعني القيم والفضيلة وبدون ذلك يفقد جوهره وخاصيته.

ويأتي إهتمام الباحثين بدراسة الأخلاق عامة،والنمو الأخلاقي خاصة من كون الأخلاق عنصرا ً أساسيا ً من عناصر وجود المجتمع وبقائه، ومقوما ً جوهريا ً من مقومات كيانه وشخصيته فلا يستطيع أي مجتمع أن يبقى أو يستمر دون أن تحكمه مجموعة من القوانين والقواعد والضوابط التي تنظم علاقات الأفراد بعضهم ببعض، وتكون لهم بمثابة المعايير المعتمدة في توجيه سلوكهم وتقويم أنحرافاتهم، لذلك يمكننا أعتبار النمو الأخلاقي من أهم ميادين البحث التي حظيت من قبل المربين بالدراسة والاستقصاء على مدار العصور والأحقاب وكل هذه الدراسات القديمة للنمو الأخلاقية تركز على أن الفضيلة هي أسمى ما يسعى إليه الفرد من خلال الحكمة والشجاعة والاعتدال والعدل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى