كذبة أبريل..الفصل الرابع والأخير


الكاتب :سمير الشحيمى
كانت صدمة ليست متوقعه تلقتها فدوى؛ خرجت فدوى من الكوفي من دون أن ينتبه لها حسان أو إيناس صعدت سيارتها وتحركت بها تهيم بالشوارع وهي تبكي بحرقة وتستعيد ذاكرتها كل اللحضات الجميله التي كانت تقضيها مع حسان؛ بنفس الوقت المنظر الذي رأته اليوم لم يفارق ذاكرتها.
عاد حسان إلى المنزل الساعه الآن 9:30-مساءً؛ فوجد المنزل مظلم عندما دخل أضاء الأنوار فوجد فدوى جالسه على الكرسي الهزاز الذي يقابل النافذه المذلة على حديقة المنزل فقال: لماذا تجلسي بالظلام يا حبيبتي؟
فدوى ترد عليه دون النظر إليه : أحببت أن أجلس مع نفسي قليلاً.
حسان يجلس بجانبها: مالذي يشغل بالك؟
فدوى : لا شيء؛ أين كنت إلى الآن؟
حسان: بالمكتب أنهي دراسة القضايا ووضع مذكرات لمرافعات غد بالمحكمه.
فدوى : كل هذا الوقت بالمكتب؟
حسان :أجل العمل كثير والموكلين بزيادة فيجب أن أكون دقيق بعملي.
فدوى : هل أضع لك العشاء؟
حسان : لا لقد تناولت بعض السندويشات بالمكتب طلبت من نيلى أن تطلب لي الطعام من المطعم الذي بجانب مكتبي.
فدوى : أها لا بأس بذلك.
حسان : هل أنت متأكده إنه لا شيء يضايقك أو يشغل تفكيرك؟
فدوى : نعم متأكده.
حسان وهو ينهض : حسناً أنا سأذهب لأخلد للنوم غدا يوم طويل جدا ومهم للغايه.
فدوى : ماهو المهم غدا؟
حسان: سأخبرك غدا؛ ألن تذهبي معي لنوم؟
فدوى : أسبقني أنت سوف ألحق بك بعد قليل.
ذهب حسان لغرفة النوم وبقيت فدوى بكرسي الهزاز وتنظر إلى خارج النافذه وفكرها يسرح بعيدا.
وفي اليوم التالي كالعاده إتجه حسان إلى العمل وفدوى إتجهت إلى عملها ولم تطق طعم النوم طوال الليل وصلت إلى مقر عملها تجلس خلف مكتبها وبالها يسرح بعيدا.
سناء تنظر إليها بستغراب: فدوى ماذا بك؟
لا جواب من فدوى إستمرت سناء بالحديث : فدوى نحن هنا ألو ماذا بك يا فتاه؟
فدوى تتنبه : نعم نعم ماذا هناك؟
سناء: مالذي يشغل بالك لست على طبيعتك منذ الصباح صامته شاردة الذهن.
فدوى : لا شي.
سناء: لا شي؟ أنت لستي على مايرام ماذا بك ومالذي يشغل تفكيرك؟
فدوى : أفكر في أمر ما؛ لا عليك عودي إلى عملك.
سناء: حسناً ولكن أن إحتجتي أن تتحدثي أو أي مساعده فأنا موجوده.
فدوى : أنا أعلم لا تقلقي أشكرك على إهتمامك يا عزيزتي.
عادت سناء لعملها وعادت فدوى لتفكير.
وفي المحكمه حسان يقف أمام القضاة ويقدم مرافعته بكل حماس وعندما إنتهى خرج من قاعة المحكمه ووقف يتحدث مع موكله ويطمأنه عن سير المحاكمه ثم وقف يتحدث مع المحاميه نيلى من أجل المرافعه الأخرى بمحكمة الإستئناف؛ رن هاتف حسان إنها إيناس قال: أهلا وسهلا نعم نعم لاعليك كل ماعليك هو أن تقومي بعملك مع فدوى ودعي الباقي علي سأخبرك برساله عندما أكون مستعدا لا تجعليها تشعر بأي شيء غير طبيعي حسناً إلى اللقاء.
وفي المساء فدوى في منزلها الساعه الآن 6:30-مساءً؛ رن هاتفها تنظر لرقم إنها إيناس من رأت رقمها أصبحت شخص آخر لم ترد أن ترد بادئ الأمر لكن أجابت على المكالمه:أهلا وسهلا
إيناس: كيف حالك يا شقيه أين أنتي؟
فدوى : أنا بالمنزل.
إيناس : مارأيك أن نخرج قليلاً؟
فدوى : لا أستطيع لست على مايرام.
إيناس : هيا لا تكوني كسوله أريد أن أخبرك بشي مهم جداً.
فدوى : ماهو أخبريني بالهاتف.
إيناس : لا لن أخبرك إلا عندما نلتقي سأكون بإنتظارك عند الشاطئ. أغلقت الخط.
فدوى تنهدت الصعداء وقلبها يدق بقوه وبها غضب يسيطر عليها ثم قررت أن تذهب إليها وتعرف مالذي معها وأن تواجهها بكل شيء.
وصلت فدوى إلى الشاطئ ووجدت إيناس تنتظرها بالممشى؛ جلست فدوى بجانبها قالت إيناس: هل تذكري هذا البحر قبل أن يصبح شاطئ به ممشى كان أبوينا يأتو بنا هنا بعد كل نهاية أسبوع نقضي وقتنا بلعب بالبحر نسبح ونلعب بالرمل نصنع قلاع وحصون برمال البحر.
فدوى : نعم كانت أيام جميله لا تنسى؛ وهناك كانن أمهاتنا يجلسن يفرشن البساط ويجلسن يتحدثن تاره وتاره أخرى يصرخن علينا أن نبتعد عن أمواج البحر.
تضحك إيناس: نعم بالفعل كانت أمي دائما تقول إيناس إبتعدي عن البحر قبل أن أنهض وأضربك.
فدوى : بالفعل أما أمي كانت تقول لي فدوى سوف أحرمك من التلفاز واللعب بالبيت اذا لم تسمعي الكلام وتبتعدي الآن عن البحر.
إيناس: كانت أيام جميله جدا.
يرن جهاز إيناس مسج من حسان تنظر للهاتف إيناس ثم وضعته جنبها صمتت قليلاً ثم قالت : ما رأيك أن نمشي قليلا؟
فدوى : هيا بنا.
نهضن يمشين أثناء المشي قالت إيناس : كيف حسان معك؟
فدوى لم تتوقع السؤال فشعرت بغضب خانق لكن تمالكت نفسها فأجابت: إنه زوج مثالي خلوق طيب صادق.
إيناس : بالفعل إنه رجل تحلم به كل إمرأه وأنتي تستحقين وجود حسان بحياتك.
فدوى : لكن أشعر بأن حسان بدء يتغير ولا يحبني كالسابق.
إيناس:كيف ذلك مالذي يجعلك تقولي هذا الكلام؟
فدوى : أنه زوجي وأعلم إنه ليس كالسابق.
إيناس: إنها ظنون فقط لا تجعليها تسيطر عليك إنه واضح بأن حسان يهيم بك حبا.
فدوى تبتسم بسخريه وتحدث نفسها: أمدحيه أمامي أيتها الخبيثه لقد أكتفيت منك ثم قالت بصوت مسموع: أريد العوده للمنزل.
إيناس تنظر لساعة يدها : لماذا العجله لم نجلس مع بعض.
فدوى : أحس بأرهاق شديد أريد أن أرتاح.
إيناس تمسك بيد فدوى: دعي الكسل عنك ما رأيك أن نذهب للحاره القديمه التي كنا نعيش فيها منذ أن كنا جيران؟
فدوى : لا مزاج لي.
إيناس تسحبها:هيا بنا المكان ليس ببعيد.
فذهبتى إلى الحاره القديمه التي كانت شبه مهجوره حيث أصبحت بيوتها مهترأه ولم يخرج جميع ساكنيها وقفت فدوى وهيه تتذكر أيام طفولتها وقالت لها إيناس : ذلك هو بيتنا تعالي.
يقفن أمام بيت أهل إيناس القديم مهجور دخلن لداخل كانت الفوضى والحطام بكل مكان فتوجهتا إلى سطح المنزل ثم قالت إيناس: يا ألهي كم هو رائع الهواء ومنعش تذكري عندما كنا نختبئ عن إخوتنا هنا ونلعب أو نأكل الحلويات دون علم أحد؟
فدوى : إيناس لماذا ظهرتي الآن؟
إيناس تبتسم : مالذي تقصدينه؟
فدوى : ماذا بينك وبين حسان زوجي؟
إيناس تتلاشى تلك الابتسامه عن وجهها : مالذي تقصدينه؟
فدوى : لا تتغابي حسان لا يتجاهلني هكذا بدون سبب.
إيناس : أهدئي ولا تستعجلي بحكمك للأمور.
فدوى تقترب منها وتقول: لا تنكري ذلك لقد أستقبلك بالمطار وحضورك لمنزل أهلي طريقته بالنظر إليك الإبتسامات المتبادله بينكما.
إيناس : لا هذه تهيأت أبعديها عن رأسك حسان لا يحب أحد سواك.
فدوى تقترب أكثر من إيناس : أعلم إنه يحبني وأنا أحبه ولكن أنتي ماهيه مشكلتك معي لماذا تريدين خطف زوجي مني؟
إيناس : أنتي مخطئه يا فدوى أسمعيني؛ تقاطعها فدوى : أصمتي لقد رأيتكما اليوم بالكوفي شوب ظهيرة هذا اليوم.
إيناس: دعيني أشرح لك ما رأيته.
فدوى : أصمتي لا أريد سماعك.
تقترب إيناس من فدوى لتمسك بيدها وتحدثها لكن فدوى سحبت يدها ودفعت بإيناس من فوق سطح المنزل المهجور ووقعت على الحطام…. وماتت.. هنا شعرت فدوى بالخوف فخرجت مسرعه من الحي القديم تاركه إيناس خلفها جثه هامده.
طول الطريق فدوى تبكي وتحدث نفسها: مالذي فعلته لقد قتلت أعز صديقاتي؛ لكن حافظت على زوجي وبيتي حسان لي أنا ليس لأحد غيري.
صوت رنين هاتف تبحث فدوى عن الهاتف ووجدته إنه هاتف إيناس مسج من حسان يقول فيه تعالي لمنزل العمه أم فدوى الآن دون أن تشعر بشي فدوى.
فدوى : أيها الحقير تتواعد معها في منزل أهلي سوف أريك أيها الوغد الخائن.
اتجهت فدوى لمنزل أهلها وعندما وصلت طرقت الباب والجرس لكن لا أحد يجيب؛ الباب مفتوح قليلاً أستغربت فدوى دفعت الباب بأطراف أصابعها المنزل مظلم أين الجميع دخلت لداخل المنزل وهيه تجول بعينيها حتى وصلت للمنتصف فجأه صوت فرقعت بالونات وتم إضاءة المكان (سبرااايزز عيد ميلاد سعيد) قالها الجميع حسان وأم حسان وأبيها والمحاميه نيلى وصديقتها علا وزوجها وزميلتها بالعمل سناء.
تنظر لهم بإستغراب يقترب منها حسان : كل عام وأنتي بألف خير حبيبتي وعيد ميلاد سعيد؛ مارأيك بالمفاجأة كنت أحضرها منذ شهر وتواصلت مع كل من يعز عليك من صديقاتك وأخبرت والديك ولقد ساعدتنا إيناس كثيرا بتحضير هذه المفاجأه؛ صحيح بالمناسبه أين هي إيناس؟
قال هذه الجمله مع صوت الأغاني وفرحت الجميع والكل يأتي ويهنئ فدوى بعيد ميلادها وفدوى تقف متجمده بلا حراك كجثة صديقتها إيناس التي تركتها خلفها.
إنتهت.