سِـــــــــــــــــــرُّ الـــــــبَــــــيــــــن


الشاعر :مصطفي محمد كردى
أَمِـثـلُـكَ يـبـكـي مـــن خـيـالٍ وخُـلّـةِ
فـتُـجري دمـوعًـا مــن مـحاجرِ مُـهجةِ
ومـــا غــابَ عـنـكَ الـحِـبُّ إلا هُـنَـيهةً
فـقـلتُ وهــل فـي الـحُبِّ صَـبرُ هُـنَيَّةِ
إذا كــان حِــسَّ الـعـينِ أشـقـى بـغفلةٍ
وكــلُّ شـقـاءِ الـقـلبِ مـن حِـسِّ غـفلةِ
فـكـيف لـصـبرٍ أن يـعيشَ عـلى الـنّوى
وصـبري انـتهى بـعد ابـتدائي بصبوتي
أعــالـجُ بــعـد الــلَّـمِّ مــن مَــسِّ لَـمّـةٍ
فـمـا يـنـفعُ الـمَمسوسُ مـن بـعد مَـسَّةِ
أتــانـي الـــذي يَـرقـي فَــرَقَّ لـحـالتي
وتَــمـتَـمَ فـــي سِـــرٍّ وســـارَ بِـعِـلَّـتي
وكــلُّ الــذي أشـكوهُ مـن غَـيبِ لَـمحةٍ
وإنّ شـــفــائــي أنْ أدومَ بــلَـمـحـتـي
كـــأنّ عـيـونـي حـيـنَ تَـلـقى عـيـونَهُ
تُـطَـبِّبُ مــا ألـقـاهُ مــن حـيـنِ عــودةِ
بَـهيٌّ كـمثلِ الـشّمسِ إن صـاحَ صُـبحُهُ
تَـنـفّسَ مـنّـي الـصّدرُ مـا عَـسَّ لـيلتي
فهل كلُّ من في العشقِ يَشقى أو الهوى
يـفـرّقُ فــي الـعـشاقِ مــن كـل مِـنحةِ
فـيَـقضي بــه بـعـضُ الـمحبّينَ والـذي
يـعـيشُ كـمـا الـمجنونِ مـن بـعدِ جِـنَّةِ
فــمـا الــحـبُّ إلا أن تــكـون بـجـوفِـهِ
وحَــبـلُـكَ مــوصــولٌ بــسِـرِّ ســريـرةِ
فـــإن بــانَ مـنـهُ الـبَـينُ تـلـقاهُ بـاكـيًا
وسِــــرُّ بــكــاءِ الـطّـفـلِ سَـــرٌّ لــسُـرّةِ