الأدب والشعر

عادل..الفصل العاشر  

الكاتب فايل المطاعنى

الكاتب فايل المطاعنى

أبطال الشخصيات حسب الحضور في القصة

الغيرة

لم تكن أمل ترغب في لبس مميز لمقابلة ضيوفها ، ولكن مع أصرار أبنة خالتها ،وافقت أن تلبس،من ذوقها فاختارت موديل لم تلبسه من قبل ولم تأتي مناسبة لكي ترتديه، موديلا أخضر فاتح، والأكمام من الشيفون، تتناثر عليها نجمات صغيرة من الكريستال و يلتف على الرسغ ، بشكل دائري مع كسرات صغيرة لا تكاد تري،أما الموديل نفسه فعند العنق يكون على شكل مثلث ،مع وجود كسرات طولية تبدأ من المنتصف إلى الأسفل. و كلما أنحدر الى الأسفل يتسع الموديل أكثر ، ويصل إلى ذرة أتساعه بالأسفل، أما تسريحة شعرها فقد أختارت الموديل الهندي الذي يناسب بشرتها الحنطية التى تشبه بشرة نجمات بوليود حيث أنها جمعت شعرها على شكل ظفيرة و بشكل دائري ثم جمعته في مشبك واحد فأصبحت وكأنها من نجمات السينما الهندية،لم تكن راغبة في تلك الحركات ولكن نظرت إلى أبنة خالتها، وضربتها بقبضة يدها وبشكل لطيف قائلة لها أمل : كله منك، كنت أريد شيء عادي، يعني مشي حالك … فضحكت عائشة عليها:شو رأيك تخرجي للنساء بكندورة النوم ولا بالكندورة اللى الحين طابخه فيها.

فضحكت أمل وأستسلمت، لأفكار بنت خالتها وقالت أمل: والله خوفي بالنهاية ألقي روحي متزوجة مسعود

وفرحت عندما علمت من والدتها بأن مسعود لن يأتي ليراها،كرؤية شرعية متعللا بأنهم أبناء حارة واحدة، ولا داعي للرؤية الشرعية. أحست بالراحة، لم تكن فاطمة أخت مسعود مرتاحة لتلك الخطبة وعندما جاءت أمل’لتسلم عليهم أخذت الغيرة تأكل قلبها. فاطمة تحدث نفسها و تنظر إلى أمل وكأنها تنظر إلى مخلوق قادم من الفضاء ورجلها تضرب الأرض وبشكل خفيف قائلة : أنا وأمل خريجات نفس الدفعة يعني من عمر بعض؟ أمل تعينت قبلي معلمة، وأصبحت أخصائية أجتماعية وبعد نقلت إلى مدرسة قريبة في الحارة . لا تبعد كم كيلو عن بيتها ولم تصل الثلاثين من العمر والحين جاء نصيبها يركض! وأنا اف اف، تعينت متأخرة وفي مدرسة بأخر بقعة في عمان، وبعد الطالبات مشاغبات ومايسمعوا الكلام ونصيبي لم يأتي شو هالحظ الناري اللى مع أمل ، وهي مش أجمل مني، لكن شعرها ناعم وطويل طبعا معروف ليش؟ تشبه أمها وبلاد أمها معروفات بأن شعورهن طوال…..ويع ما هذا الذوق اللى عليها لابسه كندورة لونها اخضر فستقي وتحت مسويه حركة الكلوش

ياربي هذه حركة مالت أمهاتنا.

ما أعرف مسعود، ليش اختار هذه الامل ، والله صديقتي مشاعل أحلى منها ألف مرة..شفوا كيف طالع ، كأنها البطة الرسوم المتحركة اللى مضيعه عيالها، ودورهم من مكان إلى مكان . ماعليه بس نطلع، بجلس على رأس مسعود مستحيل هذه تدخل بيتنا، ناقصة وحده تأمر علينا، طبيعي بتأمر بتكون زوجة أخونا، وأمي طيبه،والمصيبة إذا حبتها أمي، يعني بتكون الكل في الكل لا لا مستحيل أخوي يتزوج هذه. بنت العجمية ★★★★ رسالة واتس اب

وبعد أن ذهب الضيوف على أمل أنتظار الرد ، وذلك بعد أيام قلائل، سواء بالموافقة أو الرفض،أجتمعت الأسرة بعد أن غادرت عائشة ووالدتها وكانوا أخر من غادر.

الوالد راشد : أبنتي

الحين الرأى رأيك، ونحن ما راح نتدخل في إختيارك بس أريد أن أقول أن البنت إذا تقدم لها عرسان وجلست ترفضهم بلا سبب مقنع، تكون سبب للقيل والقال، والألسنة ما تحرم، وأنت بنت عاقلة و رزينة،جلسي فكري و باكر أن شاء الله أعطينا الرد؟

عبدالله يتدخل ويقول :ليش باكر ، الحين نسمع ردها مسعود صديقي وأهله معروفين ،و لا داعي للسؤال عنه، والده صديقك في العمل ومن شباب حارتنا ، يعني زيتنا في طحينا!

وجدت أمل نفسها في ورطة فلم يكن لديها حجة، تقنع أهلها برفضها فهي موظفة وهذا الخامس الذي يأتي إليها خاطبا، ورفضه صعب، حيث لا يوجد مبرر للرفض

ولكنها قالت: إلى باكر ،يصير خير كل شي نصيب.

وجلست أمل تفكر ، وهي حائرة ماذا تفعل المطلوب منها رد، وحينها تذكرت أن هاتفها مغلق، فركضت إليه حيث أنها تعلم أن عادل بالتأكيد يكون حارق هاتفها خوفا عليها، وعندما فتحت هاتفها صدق حدسها فلقد وجدت نظام وينك يقول لها بأن هناك عشرة مكالمات لم يرد عليها ومن هاتف عادل. وعندما دخلت على تطبيق الواتس اب وجدت تلك الرسالة التى تقول فيها (أريدك في أمر ما) فرحت أما لانها قالت أكيد عرف بسالفة الزوار و يقول سوف أتي مع والدتي لخطبتك

وأخذت الفرحة مجراها وأضافت :الحمدلله الحمدلله،الحمدلله، الحين برفض وأنا متاكده أن هناك رجل يقف بجانبي.

 

★★★ الشيطان لم يكن حاضر

الوالد حمدان: ماشاء الله أكلهم طيب؛أكيد أمل هي التي طابخه الأكل.

ماشاء الله عليها بنت بيوت!!

الوالدة موزة: أمها ماشاء الله عليها أيدها طيبه؛ولما تعزمنا على القهوة تجيب لنا حلويات أشكال وألوان من طبخ أيدها

أدركت فاطمة أن الفرصة قد حانت لكي تدير دفة الحوار لمصلحتها،

فاطمة : مسعود تريد رأى أختك

مسعود ضاحكا:طبعا رأيك يهمني، أنت كنت معها بالجامعة

فاطمة بتردد:أمل زينة وطيبة،وأهلها ناس إكرام بس وسكتت

مسعود:بس ماذا؟

تكمل فاطمة :بس ما تنفع تكون زوجتك

وقع الكلام كالصاعقة على مسعود وقال بغضب: ليه سامعه عنها.

أحست فاطمة أنها أصابت الهدف بقولها وأنها لامست الوتر الحساس فهي تعلم شدة غيرة أخيها،وعصبيته الزائدة

فاطمة :والله لما كنا بالجامعة سمعت إنها على علاقة بطالب كل البنات كانوا يعرفوا أنها على علاقة بس ما أعرف بعدها ولا خلاص كل واحد منهم راح بطريقه.

الوالد حمدان بغضب:فاطمة عيب هذا الكلام، هذه بنت ناس محترمين.

فاطمة بدأت نار الغيرة تشتعل أكثر وشيطان يزيدها اشتعالا.فتقول :

الوالد أنا هذا الكلام ليس من عندي، بنات دفعتنا يعرفوا هذا الكلام

مسعود: وليش كنت ساكته طول الفترة الماضية، ليش ماتكلمتي؟؟

فاطمة :كنت أريد أقول الله يهديكم كنتم مستعجلين. والحين ضميري عورني قلت أخبركم.

مسعود يرمي بجسده على الكنبة :الوالد أعتذر للوالد راشد وقول له أن الولد عنده دورة، ولا يعلم متى تنتهي خلى البنت تشوف نصيبها

أحست فاطمة بالأنتصار لأول مرة على أمل. ما قدرت انافسك في مستواك. ولكن قدرت أخليك عانس

الوالد حمدان: يا ولدي كأنك استعجلت ويلتفت إلى زوجته موزة ويشير إليها أن تقول شيئا ؟

موزة: شو أقول؟ والله ناس مافيها مثلهم المشكلة أن فاطمة معاها بنفس الجامعة ،والكلام ما جايبه واحد غريب بنقول حاسد ،بنتنا هي اللى جايبه الكلام،

وتقاطعه أبنتها: مستحيل أخوي يكون مغفل

و انتفض مسعود ونهض من الكنبة: خلاص ما أريدها الوالد خبرهم بالذي قلته لك. وخيرها في غيرها

أخذ حمدان يذرع الغرفة ذهابا وإيابا :لا حول ولا قوة الا بالله

سأقول لراشد و أمري لله

وغادر مسعود الصالة وهو يقول:شو هذا الحظ أوف أوف

ولا نعلم هل الشيطان حاضر تلك الخطبة في بيت ابو راشد ولا أكتفي بوجود فاطمة

يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى