Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

لهفة

يعقوب السعيدى

يعقوب السعيدى

بكُل ما أوتيت من لهفَة، أقف على ضِفاف هذا الليل، مُتمَترِساً خلف جُدرانه وأصابعي على زِناد الدَّمع تترقَّب مرور طيفكِ في طُرُقات ذاكرتي، وكُلَّما لمَحَت طيفكِ أمطَرَته بوابلٍ من الدَّموع المُحرِقة، لتكتَشف بعد ذَلك أنَّها لم تؤذِ سوى نفسها، وأن كُل دمعة كانت تعود بكلتا يدَيها لتخنُق مفصلاً من مفاصِل مسائها الموبوء بكِ، إذ أن كُل شيءٍ كان يسير بخلاف ما أرادَته وأردته أنا، وبتَكتيكٍ عسكريٍّ تَجهله أصابعي تماماً وأنا، كانت أصابعي تستَيقِظ كُل صباح لتَجِد نفسها خارِج صفوف الكَلِمات والنصوص الَّتي كانت تُقاتل في صفِّها، أنا الآن خالٍ من كُل المُدُن الَّتي كانت تسكُنُني وذَخيرَتي من الدَّمع جفَّت، وليسَت لديَّ نية للموت الآن تَحت قصف طائراتك المُحلِّقة في سماء ذاكرتي..أنا الَّذي شكَّلتكِ بأصابع عشقي، وخلَقت حُمرَة خدَّيكِ من مدامع أشتياقي اُسلِّم لكِ حصاد وكفاح أربعٍ وعشرين عاماً من عُمري.

سألتكِ بحق العُمر الَّذي شرِِّبناه أنا وأنتِ من كأس هوانا ذات قُربٍ، أن ترفَعي أهدابكِ عن سماء ليلي، ثُمَّ ضُمِّي صدري إلى حُضن دولتكِ، وتعالي لنتَّحد، مُلَملِمةً بخطاباتك شتات هذِه الأرض المُتشقِّقة والمُرتَجِفَة بداخلي مُنذ غيابكِ وخُذي كُل المناصِب، يكفيني ياحلوتي أن تجعليني راعياً لأنفاسكِ أهُش عنها التَّعب بعصا ولَهي…سألتكِ بقداسة عينيك أن تعتقيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى