الأدب والشعر

رايةٌ خضراءُ ووطنٌ أخضر  

محمد رياني

محمد رياني

فناجينُ خضرٌ على طاولةٍ خضراء، قهوةٌ سعوديةٌ بنكهةٍ أسطورية، جذورُ البُنِّ تمتدُّ إلى الأعماق، ورشفاتٌ سعيدةٌ كشفَ عنها بياضُ الفرحِ على الوجوه ، أسرةٌ صغيرةٌ تحتفي بالعلَمِ الأخضر، طفلةٌ صغيرةٌ في السادسةِ تحملُ العلَم، تتوثبُ للذهابِ إلى مدرستها، تُحرِّكُ الرايةَ الخضراءَ بيدها الغضةِ وهي تقرأُ الشهادتين وتتأملُ سيفَ الحقِّ والعدل، تقرأ على مسامعِ أسرتها عبارةَ الدستورِ في الوطنِ الأخضر، تحملُ حقيبتَها وقد أشترطتْ على أسرتها أن تواكبَ الحدَث الفاخرَ وتفاخرَ به بين قريناتها اللاتي أتفقنَ معها على رفعِ العلَمِ في محضنِ التعليم، دخلت الصغيرةُ المدرسةَ وأُغلقَ البابُ على يومِ فرحٍ تحت الرَّايةِ الزاهيةِ وهي تحملُ شعارَ الحق، وفي الخارج نخلٌ باسقٌ استلَّ لونَ الاخضرار من حياةِ المستبشرين ، أيُّ علَمٍ يشبهُ علمكِ ياسعودية الخير، وأيُّ رفرفةٍ تحاكي رفرفاتِ السعدِ على رُباك، يومٌ مضى من فرحتِنا الخضراء ؛ الفناجينُ الخضر بقيتْ تستقبلُ العائدين من أعمالِهم لترحبَ بهم، تمتدُّ نحوَ الأيادي لتصافحَها حبًّا، والنخلُ يبسطُ ظِلالَه ويلقي ثمراتِه وتمراتِه دون توقف، تعود الصغيرةُ ترفرفُ بعلَمِها بعدَ الفرح، تضعُ حقيبتَها على أريكةٍ خضراء في غرفتِها، كلُّ شيءٍ توشحَ بلونِ العلَم واخضرَّ ابتهاجًا بالذي يخفقُ في سماءِ الوطن، إنها رايةٌ خضراءُ تسكنُ في قلبِ وطنٍ أخضر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى