الأدب والشعر

هالةُ بلقيس

بلقيس المرهبي

بلقيس المرهبي

حالته الجسدية لم تتحسن بشكل كامل ما زال يعاني ويأن ألما أستمر على هذا الحال قرابة سنة هو يتجرع الألم وهي تتجرع الواقع المرير فهناك من يتجرع الواقع المرير كاملا دفعة واحدة وهناك من يتذوقه كأساً تلو كأس….لوهلة سرت بجسدها رجفة كانت عاجزة عن الحراك  مضت الايام بطيئة لكنها حملت الكثير من الآلام والأحزان مازالت تستيقظ قلقة بين الفينة والأخرى إلى حين ينتصف الليل تراقب وضع والدها كانت مخاوفها كروح لطاردها تسمع لها صوتاً دون أن تراها، جفاها النوم وكأنه أكتفى منها وأكتفى عقلها منه أصيبت بارق دائم كلما ألحت في طلب النوم كلما أبى أن يأتي كادت تجن مالذي حدث لها؟ ما هذا الشعور المخيف  بصباح هذا اليوم 11 شهر رمضان 1433 اشتدت حالته الصحية أضطرت إلى نقله للمستشفى لأخذ الدواء المناسب مكث هناك بعد مرور يوم كامل عند إعداد سحور رمضان الساعة الثانية صباحاً من هاتفها الذي كان بجانبها أصيبت بدهشة عارمة أتسعت عيناها عندما رأت أسم المتصل  سرت برودة بأطرافها تسارعت ضربات قلبها أرتجفت يداها خوفاً زفرت بضيق وهي تحاول تصفية ذهنها جذبت الهاتف أجابت : أهلا أيها الطبيب رد قائلا: أحضري والدك فوراً هي صامتة تنصت لحديث الطبيب دون أى مناقشة منها  :قائلاً قد تبين بالفحص أن والدك يعاني من التهاب بالمخ لم يكمل حديثه إلا وهي مطلقة فمها بيدها وهي تبكي دون صوت أخذت برهة من الوقت قائلة: حالا أغلقت سماعة الهاتف وهي ترتعش أخذت تفکر کیف وبأي طريقة عليها إخبار عائلتها بما جرى بخصوص المكالمة الهاتفية وما دار بينها وبين الطبيب كانت خطواتها تقيلة إلى حين وصولها أخبرتهم بما حدث وهي منهارة عليها إقناع والدها بالذهاب للمستشفى وفعلا بطريقتها الغير مباشرة بأسلوبها اللطيف مع والدها تم أقناعه أتجهت مهرولة للسيارة وذهبت ما أن وصلت إلى بوابة المستشفى الرئيسي رأت الطبيب انتظار والدها وبدأوا بالإجراءات الروتينية مكنت معه هذه الليلة أيضاً إلى أنتهاء وقت الزيارة المحدد فجراً غادرت المستشفى بعد الاطمئنان عليه عند ظهر هذا اليوم قامت بإعداد الفطور لوالدها لأخذه له عند تمام الساعة الثانية ظهرا أتاهم إتصال وارد من أبن خالها يقول لأختهاوالدك توفى لم تجب أبداً كانت تستمع وتنهمر دموعها بغزارة لبرهة أطلقت صرخات علت أرجاء المنزل قائلة والدي ) حينها علموا بالأمر أنهار الجميع من حولها واحداً تلو الاخر بينهم من سقط مغشيا عليه وآخر من أرتفع ضغط دمه وأخرا أصيب بصدمة لم يحرك ساكنا، أما هي صابتها نوبة كادت تفقد أنفاسها رغم ذلك ظلت تهرول نحوهم لتساعدهم وهي بأشد انهيارها صرخت بهستيريا، شعرت بحلقها يدمى من الصراخ وحرقت ملوحة دموعها وجهها حين انحدارها، لن تستوعب ما حدث حولها بكت وتضرعت إلى الله أن ينهي حياتها، توسلت إلى جسدها ليتوقف عن العمل كانت تبكي حتى تفقد القدرة على التنفس وتسلط غائبة عن الوعي إنهاء حياتها كان مهربأ تمنته لكن ظل بعيد المنال أخذت نفساً عميقاً وبلعت ريق فمها وهي تغلق عينيها مستندة بكلتا يديها إلى جانبي المغسلة عند رؤيته للمرة الأخيرة أرتمت  بحضنه قائلة والدي خذني معك لوهلة تحول عقلها من حالة الصدمة إلى الجمود في جزء من الثانية عجزت عن استيعاب ما يحدث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى