العنود ناصر السرحان
في هذهِ الأيام يفوحُ في بلادي عبقُ الماضي التليد ورونقُ الحاضر المجيد بينَ أهازيجِ أمجادِ الأجداد ، وأريجِ عزٍّ و فخرٍ نتنفسهُ عشقاً لوطنٍ ألبسَ قلوبنا الشموخ .
ومنْ هواهُ رشفْنا أول الأنفاس حتى امتلأت صدورنا ونشأنا على أرضهِ نغرسُ في تربتهِ آمالنا وطموحاتنا حبًّا ووفاء
ومنها جنينا ثمارَ هذا الحب ..
وطني لهُ الأساسُ القوي المتين حينَ بدأه الإمامُ محمد بن سعود الذي بناهُ بقوةِ الدينِ و إخلاصِ العمل و صدقِ السريرة ، والرغبةِ الحقيقيةِ لتأسيسِ وطنٍ يسمُو بالعزَّة ويزدانُ بالرفعة
واستمرَّ على خُطاهُ أبناءهُ وأحفادهُ منْ بعدهِ يفتحون الأمجاد باباً تلوَ آخر
وما بُنِي على قوّةٍ فهو _بعونِ الله _ في قوّة فمنَ الدرعيةِ انطلقوا يشهدُ لهم الزمان ..وتكتبُ إنجازاتهم الأيامُ و تتعالى لخطواتهم الدعوات ، و تتغنَّى بأنتصاراتهم الأوطان .
واليوم وبعدَ أكثر منْ ثلاثةِ قرون ظلَّتْ بلادي تتربَّعُ على عرشِ الرفعة ، رغمَ سيلِ التحديات وتتابعِ الصعوبات لكنها وبكلِّ مرَّة تقفُ كالجبلِ الشامخ وتجتازُ بإيمانها الراسخ ثمَّ بقيادتها الحكيمة و أبنائها الأوفياء …بل و كانتْ الحضنَ الرحيم واليدَ المعطاءة والقوَّة الداعمة لكل منْ يحتاجها
ونحنُ إذْ نحتفي بهذا اليوم لَنُؤكِّدُ الولاءَ الصادق
وهو أقلّ مانقدمهُ اعتزازاً بهذه الجذور الراسخة ، لنحدِّثَ الأجيالَ عنْ ماضينا العريق ونعزِّزَ فيهم الوفاء ونقوِّي همَّتهم
لتستمرّ عجلةُ النماء والازدهار
متمسكينَ بعراقتنا وحالمينَ بمستقبلنا المُشرق
حيثُ التطور جنباً إلى جنب مع الأصالة ..
